مع حلول الأجواء الباردة، يصبح السعال ضيفاً ثقيلاً يعاني منه الكثيرون، مما يدفعنا للبحث عن حلول بسيطة متاحة في كل منزل للتخفيف من حدته. يُعتبر العسل من أبرز هذه الحلول الطبيعية التي أثبتت الدراسات فعاليتها في تهدئة الكحة لدى الكبار والصغار على حد سواء، لكن يجب الانتباه بشدة لعدم تقديمه للرضع الذين لم يبلغوا عامهم الأول، تفادياً لأي مخاطر بكتيرية قد لا تحتملها أجسادهم الصغيرة وتسبب لهم مشكلات صحية.

وإلى جانب العسل، تبرز فعالية المحاليل الملحية كعلاج تقليدي ذي أثر ملموس؛ إذ يمكن لمزج القليل من الملح مع الماء الدافئ والغرغرة به لفترة قصيرة لا تتجاوز نصف دقيقة أن يساهم بفعالية في تلطيف تهيج الحلق وتقليل الإفرازات المخاطية المزعجة التي تثير السعال. كما يلعب بخار الماء دوراً محورياً في ترطيب الممرات الهوائية وتفكيك المخاط المتراكم، سواء كان ذلك عبر أخذ حمام دافئ أو استنشاق البخار المتصاعد من وعاء ساخن مع تغطية الرأس بمنشفة، مع ضرورة توخي الحذر الشديد لتجنب حروق البخار، خاصة عند محاولة تطبيق هذه الطريقة مع الأطفال.

وفي السياق ذاته، يُعد الجفاف عدواً للجهاز التنفسي، لذا فإن استخدام أجهزة ترطيب الهواء في الغرف قد يكون خطوة ذكية لتهدئة الشعب الهوائية المتأثرة بالهواء الجاف، شريطة الالتزام بتنظيف هذه الأجهزة بانتظام لمنع تكون العفن والبكتيريا الضارة بداخلها. ولا يقتصر الترطيب على الهواء المحيط فحسب، بل يشمل أيضاً تناول السوائل الدافئة بكثرة؛ فاحتساء المشروبات الخالية من الكافيين كشاي الأعشاب، أو حتى الماء الدافئ مع قطرات الليمون أو المرق قليل الملح، يساعد بشكل كبير في الحفاظ على رطوبة الجسم وتخفيف حدة السعال، ويمكن دمج ملعقة من العسل مع هذه المشروبات للحصول على فائدة مضاعفة.

أخيراً، ينبغي التعامل بحذر ووعي مع المكملات العشبية التجارية التي يُروج لها كعلاجات سحرية وفورية، حيث إن الكثير منها يفتقر إلى الأدلة العلمية القوية التي تثبت كفاءتها، كما أنها لا تخضع لنفس معايير الرقابة والسلامة الدوائية الصارمة. ونظراً لأن مكونات هذه المنتجات قد تكون غير واضحة تماماً أو قد تتداخل بشكل سلبي وخطير مع أدوية أخرى يتناولها المريض، فمن الضروري جداً استشارة الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية المختص قبل البدء في تناول أي مكمل غذائي لضمان السلامة العامة وتحديد مدى ملاءمته للحالة الصحية.