مع حلول موسم الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، تواجه البشرة تحديات كبيرة تفقدها نضارتها الطبيعية وتميل بها نحو الجفاف، مما يستدعي اتباع روتين عناية دقيق ومختلف عما هو معتاد في باقي الفصول. تبدأ أولى خطوات الحماية بتعديل عادات الاستحمام؛ فعلى الرغم من جاذبية المياه الساخنة في الأجواء الباردة، إلا أنها تؤدي إلى تجريد الجلد من زيوته الوقائية الطبيعية، لذا يُفضل الاكتفاء بالمياه الفاترة واستبدال المنظفات القوية بأنواع أخرى رقيقة تناسب البشرة الحساسة ولا تسبب لها التهيج. ولضمان أقصى درجات الفائدة، ينصح باعتماد كريمات ترطيب ذات قوام كثيف مدعمة بمواد فعالة مثل السيراميد، حمض الهيالورونيك، أو الجلسرين، مع الحرص الشديد على تطبيقها مباشرة بعد الغسل والجلد لا يزال رطبًا لحبس الماء بداخله وضمان امتصاص أفضل.
لا تقتصر العناية الفائقة على المستحضرات الخارجية فحسب، بل تبدأ الصحة الحقيقية للبشرة من الداخل. فغالبًا ما ننسى شرب الماء في الأجواء الباردة لغياب الشعور بالعطش، وهو خطأ شائع يؤدي بوضوح إلى شحوب الوجه وجفاف الجسم؛ لذا يجب الالتزام بشرب كميات وفيرة لتعويض الفاقد والحفاظ على التروية الداخلية. وبالتوازي مع ذلك، يلعب النظام الغذائي دورًا محوريًا في تعزيز مرونة الجلد ومحاربة الجفاف من العمق، وذلك عبر تناول الأطعمة الغنية بأحماض “أوميغا 3” المتوفرة بكثرة في الأسماك الدهنية كالسلمون، وكذلك في المكسرات وبذور الكتان، مما يمنح البشرة مظهراً صحياً وملمساً ناعماً.
من الضروري أيضاً الانتباه إلى البيئة المحيطة بنا داخل المنزل، حيث تساهم أجهزة التدفئة في سحب الرطوبة من الهواء، مما ينعكس سلبًا على الجلد؛ ويمكن حل هذه المعضلة باستخدام أجهزة ترطيب الجو للحفاظ على توازن البيئة المنزلية. ولإضافة لمسة من العناية المكثفة، يمكن الاستعانة بقوة الزيوت الطبيعية مثل زيت الجوجوبا، جوز الهند، أو اللوز الحلو، خاصة في فترة المساء، لتوفير تغذية عميقة أثناء النوم. كما يُنصح بتخصيص وقت أسبوعي لتدليل النفس باستخدام أقنعة طبيعية بسيطة تعتمد على مكونات مثل العسل، الزبادي، أو جل الصبار لإعادة الحيوية والنضارة.
أخيرًا، لا تكتمل العناية دون الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة، مثل حماية الشفاه من التشققات المؤلمة عبر استخدام مرطبات عازلة تحتوي على زبدة الشيا أو شمع العسل بصفة مستمرة. كما يجب التعامل بحذر مع تقشير البشرة، حيث يُفضل الاكتفاء بتقشير لطيف مرة واحدة أسبوعيًا لإزالة الخلايا الميتة وتجديد السطح دون التسبب في إرهاق حاجز البشرة الواقي أو إحداث احمرار غير مرغوب فيه.
التعليقات