سلطت الدراما الضوء مؤخراً على معاناة مرضى الكلى من خلال الدور الذي لعبته دينا الشربيني بمشاركة أحمد السعدني في مسلسل “لا تود ولا تستبدل”، حيث جسدت شخصية شابة تضطر للخضوع لجلسات الغسيل الكلوي، مما يعكس حقيقة أن هذا المرض قد يهاجم الإنسان في أي مرحلة عمرية. وفي الواقع، وقبل الوصول إلى هذه المرحلة العلاجية الشاقة، يحاول الجسم إرسال إشارات تحذيرية، إلا أن الطبيعة الصامتة لهذا المرض غالباً ما تجعل المصابين به غير مدركين لحالتهم، حيث تشير التقارير الطبية إلى أن الأعراض نادراً ما تظهر بوضوح في البداية نظراً لقدرة الجسم الكبيرة على التأقلم مع تراجع وظائف الكلى.

لذلك، يظل المرض في مراحله الأولى كامناً ولا يتم اكتشافه عادةً إلا بمحض الصدفة عند إجراء تحاليل روتينية للدم أو البول لأسباب صحية أخرى، ويعد هذا الاكتشاف المبكر فرصة ذهبية، إذ يمكن من خلال الأدوية والمتابعة الدورية السيطرة على الوضع ومنع تدهور الحالة الصحية للمريض.

وعلى النقيض، إذا لم يتم الانتباه للمرض مبكراً أو استمر التدهور رغم العلاج، تبدأ العلامات المقلقة بالظهور بوضوح، وتشمل مجموعة واسعة من الأعراض مثل الشعور المستمر بالإعياء وضيق التنفس، وتورم الأطراف الناتج عن احتباس السوائل، بالإضافة إلى فقدان الوزن وضعف الشهية. كما قد يعاني المريض من اضطرابات في النوم، وحكة جلدية، وتشنجات عضلية، إلى جانب تغيرات في التبول خاصة أثناء الليل وظهور دم في البول، فضلاً عن الغثيان والصداع ومشاكل في الصحة الجنسية لدى الرجال. ويشير ظهور هذه الأعراض مجتمعة إلى وصول الكلى لمرحلة الفشل أو ما يعرف بالمرحلة النهائية للمرض، والتي تتطلب تدخلاً طبياً حاسماً سواء عبر الغسيل الكلوي المستمر أو زراعة الكلى لإنقاذ حياة المريض.