يكمن السر الحقيقي في تعويض نقص المغذيات داخل الجسم في العودة إلى الطبيعة، من خلال اعتماد نظام غذائي متوازن يزخر بالعناصر الضرورية. تشمل هذه القائمة الغذائية اللحوم بشتى أنواعها، والأسماك، ومنتجات الألبان، والبيض، والحبوب الكاملة، إلى جانب الخضروات الورقية والنشوية كالسبانخ والبطاطس والبروكلي، والفواكه الغنية مثل الفراولة والأفوكادو والبطيخ. ورغم توافر المكملات الطبية، يبقى من الضروري عدم اللجوء إليها إلا بعد الحصول على مشورة طبية متخصصة لضمان السلامة وتحديد الجرعات المناسبة.

عندما يفتقر الجسم إلى هذه العناصر الحيوية، فإنه يبدأ في إرسال إشارات تحذيرية واضحة، لعل أبرزها ما يظهر على الشعر؛ فبينما يُعد تساقط عدد قليل من الشعيرات يوميًا أمرًا معتادًا وطبيعيًا، فإن الزيادة المفرطة والملحوظة في هذا التساقط تعد مؤشرًا قويًا على وجود خلل غذائي. كذلك، قد تظهر العلامات على الجلد والأغشية المخاطية، مثل بطء التئام الجروح وتأخر شفائها، أو حدوث نزيف بسيط وسريع أثناء تنظيف الأسنان والحلاقة، بالإضافة إلى جفاف الجلد، وهي أعراض ترتبط غالبًا بتراجع مستويات فيتامين سي في الجسم.

لا تتوقف الإشارات عند المظهر الخارجي فحسب، بل تمتد لتشمل أحاسيس مزعجة مثل الشعور بحرقة أو وخز في اللسان أو القدمين، وهو عرض يستدعي الانتباه الطبي الفوري لكونه يرتبط عادةً بنقص فيتامين ب12. وفي جانب آخر، قد يعاني الشخص من أوجاع في العظام نتيجة انخفاض مستويات فيتامين د، المسؤول الأول عن صلابة الهيكل العظمي وقوته، ويُعد نقصه شائعًا بشكل خاص لدى الأطفال، مما يدفع الأطباء غالبًا لوصف المدعمات الغذائية للرُضع والصغار لضمان نمو عظامهم بشكل سليم والوقاية من المشاكل المستقبلية.

قد تصل تأثيرات سوء التغذية إلى وظائف الأعضاء الحيوية، حيث يؤدي نقص بعض المعادن الأساسية كالكالسيوم إلى اضطراب في إيقاع نبضات القلب وألم في منطقة الصدر، وقد يكون ذلك مصحوبًا بتشنجات عضلية وانقباضات حول الفم، فضلاً عن ضعف في الأظافر، وصعوبة في المشي، وهشاشة تجعل العظام عرضة للكسر بسهولة. وإلى جانب هذه الأعراض المحددة، قد يدخل الجسم في حالة عامة من الوهن، تظهر في صورة إرهاق مستمر، ودوخة، وضيق في التنفس، وشحوب أو اصفرار في الوجه، بالإضافة إلى تقلبات مزاجية تميل للاكتئاب، وتنميل في الأطراف، وتراجع في القدرة على الإبصار ليلًا أو التركيز ذهنيًا، مما يؤكد أهمية الغذاء المتكامل للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية.