تحل اليوم ذكرى ميلاد أحد أبرز الأيقونات الهجومية التي مرت على ملاعب القارة السمراء بشكل عام، والدوري المصري بشكل خاص؛ إنه النجم الأنجولي أمادو فلافيو، الذي يطفئ اليوم شمعته السادسة والأربعين. بدأت مسيرة هذا الهداف الفذ، المولود في لواندا بنهاية عام 1979، من بوابة نادي بترو أتليتكو، حيث دشن مشواره الاحترافي وهو لم يتجاوز العشرين ربيعاً، ليخطو أولى خطواته نحو المجد الكروي.

كانت بداية تعارف الجماهير المصرية مع “الفهد الأنجولي” خلال مواجهة جمعت فريقه الأصلي بالنادي الأهلي ضمن منافسات دوري الأبطال عام 2001، حينها تمكن من زيارة شباك الفريق الأحمر في مباراة شهدت تألقاً لافتاً له، مما جعله محط أنظار القلعة الحمراء. ورغم المحاولات المتكررة لضمه، حالت المطالب المالية دون إتمام الصفقة لسنوات، حتى نجحت إدارة الأهلي أخيراً في الحصول على خدماته خلال فترة الانتقالات الشتوية لعام 2005، ليرتدي القميص رقم 23 وتبدأ مرحلة جديدة في مسيرته.

لم تكن انطلاقة فلافيو مع “المارد الأحمر” مفروشة بالورود، بل واجه عاصفة من الانتقادات اللاذعة وسخطاً جماهيرياً واسعاً في موسمه الأول؛ إذ عاندته الشباك بشكل غريب، ولم يسجل سوى هدف يتيم جاء عن طريق الصدفة بلمسة رأسية خلفية، وزاد الطين بلة إهداره لركلة جزاء حاسمة أمام الغريم التقليدي الزمالك في نصف نهائي البطولة الأفريقية. إلا أن هذا السيناريو القاتم تبدل كلياً في الموسم التالي، حيث تحول المهاجم الأنجولي إلى “ماكينة أهداف” لا تهدأ، وصار الفتى المدلل للمدرجات الحمراء بفضل أهدافه الحاسمة التي قادت الفريق لمنصات التتويج، منهياً الموسم متربعاً على عرش هدافي الدوري.

وعلى المستوى الدولي، سطر فلافيو تاريخاً مشرفاً مع منتخب بلاده، حيث كان له الفضل الأكبر في قيادة “الغزلان السوداء” للظهور في المحافل الكبرى. فقد تألق في أمم أفريقيا 2006 بمصر، وخلد اسمه في التاريخ بتسجيله الهدف الوحيد لبلاده في نهائيات كأس العالم بألمانيا 2006 في شباك إيران. كما واصل توهجه في التصفيات المؤهلة لنسخة غانا 2008، مما وضعه ضمن المرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب داخل القارة، منهياً مسيرته الدولية برصيد تهديفي مميز ومشاركات قاربت المائة مباراة.

بعد رحلة حافلة بالإنجازات في القاهرة، اختار فلافيو خوض تجربة جديدة في الملاعب السعودية عبر بوابة نادي الشباب، وهي الرغبة التي احترمتها إدارة الأهلي. وفي مطلع عام 2015، قرر النجم الأنجولي تعليق حذائه واعتزال اللعب نهائياً بقميص ناديه الأم بترو دي لواندا، ليبدأ بعدها فصلاً جديداً في عالم التدريب، تاركاً خلفه إرثاً كبيراً مع الأهلي يتضمن 160 مباراة و58 هدفاً، وخزينة مليئة بالألقاب شملت بطولات الدوري والكأس والسوبر محلياً، ودوري أبطال أفريقيا والسوبر الأفريقي قارياً، فضلاً عن برونزية مونديال الأندية.