يُعتبر مزيج الشاي الأخضر مع أوراق النعناع أكثر من مجرد مشروب دافئ يتميز بمذاقه المنعش وقدرته على بث السكينة في النفس؛ فهو يمثل كنزاً من المركبات الطبيعية التي تعود بالنفع الكبير على الصحة العامة، بفضل احتوائه على مستويات عالية من مضادات الأكسدة التي تدعم وظائف الجسم الحيوية.

وفيما يخص راحة الجهاز الهضمي، يلعب هذا الخليط دوراً فعالاً في تحسين عملية الهضم، حيث يعمل مركب المنثول الطبيعي الموجود في النعناع على استرخاء عضلات المعدة والتخفيف من حدة الانتفاخ، مما يجعله خياراً مثالياً بعد تناول الوجبات؛ إذ يساهم في ضبط حموضة المعدة وتسهيل امتصاص الجسم للمغذيات، مانحاً شعوراً بالخفة والانتعاش، ومعززاً لصحة الأمعاء عند اعتياد شربه.

ولا تقتصر المزايا على ذلك، بل تمتد لتشمل تعزيز الترسانة الدفاعية للجسم، فالتعاون بين الكاتيكينات الموجودة في الشاي الأخضر، وتحديداً مركب “EGCG”، مع الفلافونويدات المتوفرة في النعناع، يشكل جدار حماية ضد الإجهاد التأكسدي والجذور الحرة؛ وهذا التناغم لا يدعم صحة القلب والأوعية الدموية فحسب، بل يرفع من كفاءة الجهاز المناعي ويحمي خلايا الجسم، كما ينعكس أثره إيجابياً على نضارة البشرة، مما يجعله مشروباً معتدل الكافيين ومناسباً لتقوية المناعة خاصة في أوقات تغير الفصول.

وعلى صعيد اللياقة البدنية، يُعرف عن هذا المشروب دوره في تحفيز عمليات الأيض والمساعدة في حرق الدهون، مما يجعله رفيقاً جيداً لمن يسعون لضبط أوزانهم، فضلاً عن قدرته على تعزيز الشعور بالشبع؛ كما يساهم في تنشيط الدورة الدموية وتقليل الالتهابات، مما يمنح الجسم طاقة طبيعية متجددة ويدعم صحة القلب بشكل عام.

ومع كل هذه الإيجابيات، يجب التعامل مع هذا المشروب بوعي، فرغم أمانه لمعظم الناس، إلا أن محتوى الكافيين في الشاي الأخضر قد يسبب الأرق أو التوتر لدى من لديهم حساسية تجاه المنبهات، وقد يعيق امتصاص الحديد عند الإفراط فيه، كما أن النعناع قد يؤدي لزيادة أعراض حموضة المعدة أو الارتجاع المريئي لدى البعض؛ لذا يُنصح بتوخي الحذر واستشارة الطبيب المختص بالنسبة للحوامل والمرضعات، أو الأشخاص الذين يتناولون عقاقير طبية خاصة مميعات الدم وأدوية القلب، لضمان الاستفادة من خصائصه دون أي مضاعفات جانبية.