مع حلول فصل الشتاء، يتصدر القلقاس الموائد كوجبة مفضلة تمنح الدفء ومذاقاً شهياً، لكن الكثيرين قد يغفلون عن الكنز الغذائي الذي يخفيه هذا الطبق وراء طعمه اللذيذ. يُعد هذا النبات الجذري مصدراً ممتازاً للطاقة بفضل الكربوهيدرات الصحية التي يحتوي عليها، كما أنه يلعب دوراً محورياً في دعم صحة الجهاز الهضمي؛ حيث تساهم أليافه الوفيرة في تنظيم حركة الأمعاء والحد من مشكلات الإمساك، فضلاً عن دور تلك الألياف في ضبط مستويات السكر في الدم عبر إبطاء عملية امتصاصه، مما يجعله خياراً ذكياً لمرضى السكري. ولا تتوقف فوائده عند هذا الحد، بل تمتد لتشمل تعزيز صحة القلب والشرايين بفضل عنصر البوتاسيوم الذي يساعد في استقرار ضغط الدم، بجانب دوره في تقوية الجهاز المناعي ومحاربة الالتهابات بما يحتويه من فيتامين “سي” ومضادات الأكسدة، مع الحفاظ على نضارة البشرة وقوة الشعر بفضل فيتامين “هـ” والمعادن المتنوعة.

وفي سياق متصل، يأتي السلق كرفيق غذائي لا يقل أهمية، فهو من الخضروات الورقية التي تذخر بفوائد مذهلة للجسم. يتميز السلق بقدرته العالية على رفع كفاءة الجهاز المناعي ومكافحة فقر الدم لغناه بالحديد وفيتامين “سي”، كما يُعتبر صديقاً للقلب والعظام؛ إذ يجمع بين البوتاسيوم والمغنيسيوم لضبط ضغط الدم بشكل طبيعي، والكالسيوم وفيتامين “ك” لتقوية الهيكل العظمي ومنع الهشاشة. بالإضافة إلى ذلك، يعد السلق خياراً مثالياً للراغبين في إنقاص الوزن نظراً لقلة سعراته الحرارية وغناه بالألياف التي تحسن الهضم وتعطي شعوراً بالشبع، كما يساهم في حماية النظر وصحة العيون بفضل مركبات الكاروتين وفيتامين “أ”. ولتحقيق أقصى استفادة من قيمته الغذائية، يمكن تحضيره بطرق شهية ومتنوعة، مثل طهيه متبلاً بالثوم والليمون، أو إضافته ليعزز نكهة وفائدة الشوربات وطواجن الخضروات والسلطات الطازجة.