يلجأ الكثيرون إلى شراء المكملات الغذائية وتناولها ظناً منهم أن أجسامهم تفتقر إلى فيتامين “د”، في حين أن الواقع قد يكون مغايراً تماماً، إذ لا يعاني جميع هؤلاء من أي نقص فعلي يستدعي العلاج. وعند النظر إلى التأثيرات الحقيقية لهذا النقص، نجد أنها قد تكون شديدة الوطأة على الأطفال تحديداً، حيث يؤدي الانخفاض الحاد في مستويات الفيتامين إلى الإصابة بالكساح؛ وهي حالة تعيق النمو السليم وتتسبب في ليونة العظام وانحنائها، فضلاً عن احتمالية حدوث تشوهات في المفاصل وآلام مستمرة، بينما قد تقتصر معاناة الأطفال في حالات النقص الطفيف على شعور عام بالوهن وأوجاع في العضلات.
وتتفاوت الإشارات التي يرسلها الجسم للتحذير من هذا النقص لدى البالغين، فقد تتجسد في صورة إعياء مستمر، أو آلام عميقة في العظام، بالإضافة إلى ضعف العضلات وتشنجها، وقد يمتد التأثير ليشمل الجانب النفسي عبر تقلبات مزاجية تصل إلى حد الاكتئاب، ومع ذلك، فمن الوارد جداً أن يكون الشخص مصاباً بالنقص دون أن تظهر عليه أية أعراض ملموسة.
وتكمن الجذور الرئيسية لهذه المشكلة غالباً في سببين محوريين؛ إما عدم تزويد الجسم باحتياجه الكافي سواء من خلال النظام الغذائي أو التعرض لضوء الشمس، أو وجود خلل في قدرة الجسم نفسه على امتصاص الفيتامين والاستفادة منه بكفاءة. وتزداد فرص حدوث ذلك نتيجة عوامل متعددة، منها الخضوع لجراحات إنقاص الوزن، أو وجود حالات طبية معينة، أو تناول عقاقير محددة، كما تلعب العوامل البيولوجية دوراً حاسماً، حيث يؤثر التقدم في العمر وكمية صبغة الميلانين في البشرة على مدى قابلية الجسم لتكوين هذا العنصر الحيوي.
التعليقات