مع اشتداد برودة الطقس واقتراب موسم الشتاء من ذروته في المملكة المتحدة، أطلقت الهيئات الطبية تنبيهات عاجلة تتعلق بتصاعد نشاط فيروس الجهاز التنفسي المخلوي، والذي غالباً ما يتم الخلط بينه وبين نزلات البرد العادية أو الإنفلونزا الموسمية نظراً لتشابه الأعراض الظاهرية، إلا أن خطورته تكمن في تأثيراته الحادة المحتملة على الفئات الأضعف مناعياً. وتشير أحدث البيانات الرصدية إلى قفزة ملموسة في معدلات انتشار العدوى خلال الفترة القليلة الماضية، وهو أمر متوقع نظراً لطبيعة الفيروس شديدة العدوى في الأجواء الشتوية، حيث تشير التقديرات الطبية إلى أن السواد الأعظم من الأطفال قد يتعرضون لهذا الفيروس مرة واحدة على الأقل خلال العامين الأولين من أعمارهم.
وعلى الرغم من أن الإصابة قد تمر بسلام وتكون خفيفة الوطأة لدى الأصحاء، فإن الأمر يحمل مخاطر جدية وحقيقية على الرضع وكبار السن؛ إذ قد تتفاقم الحالة لتسبب مضاعفات معقدة مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب القصيبات الهوائية لدى الصغار، مما قد يستدعي التدخل الطبي العاجل أو البقاء في المستشفى لتلقي الرعاية. وللحد من تفشي المرض وكسر سلسلة العدوى، يركز الخبراء على محورية الالتزام بالتدابير الوقائية ومعايير النظافة الشخصية كخط دفاع أول، لا سيما عند الشعور بأي توعك.
ومن الضروري الانتباه إلى العلامات المرضية المصاحبة لهذا الفيروس، والتي تتجاوز مجرد الرشح أو العطس؛ حيث يعاني المصابون عادةً من حمى وسعال مستمر، مصحوباً بشعور عام بالإعياء وانسداد في الأنف. وتزداد المؤشرات خطورة عند ملاحظة صعوبات في التنفس، مثل تسارع الأنفاس أو صدور صوت صفير من الصدر، بالإضافة إلى فقدان الشهية وصعوبة الرضاعة لدى الأطفال الصغار، بينما قد يظهر التأثير على كبار السن في صورة تشوش ذهني وارتباك في الإدراك.
التعليقات