انتشرت عبر المنصات الرقمية مؤخراً مشاهد حبست الأنفاس لسيدة مسنة تبيع الأواني الفخارية، وقد حاصرتها السيول العارمة بشكل مباغت داخل أحد الأحياء السكنية في المغرب. وظهرت السيدة في المقطع وهي تتشبث بالجدار بكل ما أوتيت من قوة، مطلقة صرخات استغاثة يملؤها الرعب، قبل أن يهب أبناء الحي في مشهد بطولي لانتشالها من وسط التيارات المائية القوية ونقلها إلى منطقة آمنة.
وتأتي هذه الواقعة كجزء من فاجعة أكبر ألمّت بمدينة آسفي الساحلية، حيث أكدت المصادر الرسمية ارتفاع حصيلة الضحايا إلى واحد وعشرين شخصاً جراء هذه الكارثة الطبيعية. وكانت المدينة الواقعة جنوب العاصمة قد تعرضت لعواصف رعدية عنيفة ومفاجئة، تسببت في تشكل سيول جارفة في غضون فترة زمنية لم تتجاوز الستين دقيقة، مما أسفر عن خسائر بشرية ومادية جسيمة.
ولم تصمد البنية التحتية أمام قوة تدفق المياه التي داهمت عشرات المنازل والمحلات التجارية، لا سيما في المدينة القديمة، كما جرفت السيول عدداً من المركبات وأدت إلى شلل تام في حركة المرور. وقد وثقت المقاطع المتداولة حجم الدمار، حيث غطت الأوحال الشوارع وحاصرت بعض المعالم، بينما شوهدت فرق الطوارئ وهي تستخدم القوارب لإجلاء السكان المحاصرين، وسط استمرار عمليات التمشيط بحثاً عن أي مفقودين آخرين.
وفي سياق متصل بتطورات الحالة الجوية، نبهت تقارير الأرصاد إلى استمرار حالة عدم الاستقرار في الأجواء، مشيرة إلى احتمالية هطول المزيد من الأمطار الغزيرة وتساقط الثلوج فوق المرتفعات الجبلية الشاهقة. ودعت الجهات المعنية المواطنين في عدة أقاليم إلى أخذ الحيطة والحذر، نظراً للتوقعات التي تنذر باستمرار التقلبات الجوية وهطول كميات معتبرة من الأمطار خلال الأيام القادمة.
التعليقات