سرد المحامي الدكتور خالد الحجاج واقعة مؤثرة تعكس كيف يمكن للأطماع أن تهدم الروابط الأسرية، وتدور أحداثها حول ابن بار ذي مكانة مرموقة تحمل أعباء والده المالية بصمت، ليُقابل بالجحود بدلاً من العرفان. بدأت القصة عندما تعرض والد هذا الشخص، الذي كان في السابق تاجراً ذائع الصيت ومقصداً للناس في مجلسه، لضائقة مالية شديدة تراكمت على إثرها الديون، وحين وافته المنية، بادر ابنه الأكبر، المعروف بوجاهته وعلاقاته الواسعة، إلى سداد كافة التزامات والده تجاه الدائنين من ماله الخاص، مفضلاً كتمان الأمر سترًا لسمعة العائلة وحفاظاً على ذكرى أبيه.

لم تمر الأمور بسلام عند توزيع الإرث، حيث تدخل زوج إحدى الشقيقات، وهو شخص من خارج العائلة، وبدأ في بث الفتنة وتحريض الزوجة ضد أخيها الكبير، موهماً إياها بأن شقيقها قد استولى على التركة دون وجه حق. وبالفعل، انساقت الأخت خلف هذه الوشايات ورفعت دعوى قضائية تتهم فيها أخاها بتبديد أموال والدهم وسرقتها.

وفي ساحة القضاء، اضطر الأخ الأكبر للدفاع عن نفسه وكشف المستور، حيث قدم للقاضي كافة المستندات التي تثبت أن التركة كانت مثقلة بالديون، وأنه قام بسدادها بالكامل بعد وفاة والده بنية الرجوع على التركة لاحقاً وليس تبرعاً، وإن كان قد أخفى ذلك ترفعاً في البداية. وأمام هذا الإثبات، وبسبب الأذى الذي لحق به من إخوته، طالب الأخ بحقه القانوني في استرداد ما دفعه، مما أدى في النهاية إلى استغراق الديون لكامل التركة وخروج بقية الورثة منها خاليي الوفاض.