تواصل القلعة الحمراء التأكيد على أن قطاع الناشئين فيها هو الرافد الأساسي لدعم صفوف الفريق الأول بالمواهب الفذة، وهو ما تجلى بوضوح في الآونة الأخيرة من خلال بزوغ نجم اللاعب الشاب حمزة عبد الكريم، الذي خطف الأنظار بأدائه الاستثنائي مع منتخب الناشئين في مونديال قطر، مما جعله محط اهتمام أندية عالمية كبرى، حيث تواترت الأنباء عن رغبة نادي برشلونة الإسباني في ضمه، ليقرر الأهلي تصعيده فورًا للعب مع الكبار، وهي خطوة أعادت للأذهان تاريخًا طويلًا من الأسماء اللامعة التي تدرجت في المراحل السنية بالنادي قبل أن تصبح ركائز أساسية في الكرة المصرية.

وبالنظر إلى سجلات التاريخ القريب، نجد أن هذه المدرسة الكروية أخرجت مهاجمًا من طراز فريد هو عماد متعب، الذي لم يحتج وقتًا طويلًا لإثبات ذاته، حيث انتقل بسلاسة من فرق الشباب ليحجز مكانه كأحد أخطر المهاجمين، متميزًا بذكائه الشديد داخل منطقة الجزاء وقدرته الفائقة على هز الشباك، مما جعله أيقونة لمركز رأس الحربة لسنوات طويلة، وعلى غراره، كتب حسام عاشور قصة نجاح استثنائية، إذ نشأ بين جدران النادي ليصبح “مسمار” خط الوسط الذي لا غنى عنه لأي مدير فني، منهيًا مسيرته كأكثر اللاعبين حصدًا للألقاب، بفضل ثبات مستواه وقدرته على افتكاك الكرات وحماية المنطقة الخلفية.

واستمرارًا لهذا النهج في تفريخ النجوم، برز في الجيل الحالي أحمد نبيل “كوكا”، الذي قدم أوراق اعتماده مبكرًا كلاعب وسط عصري يمتلك انضباطًا تكتيكيًا عاليًا، وهو ما أهله ليكون عنصرًا أساسيًا في تشكيلة المنتخب الأولمبي خلال دورة باريس، كما نال ثقة الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول بقيادة حسام حسن، ليصبح أحد العناصر المبشرة بمستقبل كبير في مركز الارتكاز، ولا يتوقف الإنتاج عند هذا الحد، بل يمتد ليشمل مواهب هجومية واعدة مثل بلال عطية، الجناح الذي لفت الانتباه بسرعته ومهاراته الفردية في المراوغات، حيث أظهر جرأة كبيرة في الثلث الهجومي بمجرد تصعيده، مما يجعله مشروع نجم قادم بقوة على الأطراف، ليؤكد هؤلاء اللاعبون جميعًا، رفقة حمزة عبد الكريم، أن رهان الأهلي على أبنائه يظل دائمًا هو الاستثمار الأنجح.