مع تقلبات الطقس وانتشار العدوى الموسمية بين الصغار، يتزايد قلق الأمهات وسعيهن المستمر لمعرفة الأساليب الآمنة للتعامل مع ارتفاع درجات الحرارة. وفي هذا السياق، يُجمع أطباء الأطفال على أن استخدام الماء الفاتر يمثل الحل الأمثل والأكثر أمانًا للسيطرة على الحمى، محذرين في الوقت ذاته من الممارسات التقليدية الخاطئة التي قد تضر بصحة الطفل بدلاً من نفعه.

ولتحقيق أقصى استفادة من الكمادات، يوصي المختصون باستخدام قطع قماش قطنية مبللة بماء ذي حرارة معتدلة—لا هو بالمثلج ولا بالساخن—وتركيز وضعها على مناطق الجسم التي تسرع من عملية التبريد، مثل جانبي الرقبة، وتحت الإبطين، وبين الفخذين، بالإضافة إلى منطقة البطن والجبهة، مع الحرص على تجديد الكمادة كل دقيقة أو دقيقتين لضمان استمرار مفعولها.

وفي المقابل، ينبه الخبراء بشدة من خطورة اللجوء إلى الوصفات الشعبية الشائعة مثل استخدام الخل أو الكحول أو الثلج المباشر؛ حيث أوضحوا أن الكحول قد يمتصه الجلد ويسبب تسممًا، بينما يؤدي الثلج إلى انقباض الأوعية الدموية واحتفاظ الجسم بالحرارة داخليًا بدلاً من طردها.

وإلى جانب العلاج بالكمادات، ينصح الأطباء بضرورة تهيئة البيئة المحيطة بالطفل عبر تخفيف طبقات الملابس الثقيلة، والحرص على تهوية الغرفة وتجديد هوائها، مع تقديم السوائل الدافئة للحفاظ على رطوبة الجسم، ويمكن الاستعانة بالأدوية الخافضة للحرارة المناسبة لعمر الطفل عند الحاجة.

وفي الختام، شدد الأطباء على ضرورة التوجه الفوري إلى المستشفى إذا لم تستجب الحرارة للعلاج المنزلي وتجاوزت 39.5 درجة مئوية، أو في حال ظهرت أعراض مقلقة كالتشنجات، أو ضيق التنفس، أو فقدان الوعي، وكذلك إذا كان الطفل رضيعًا لم يتجاوز عمره ثلاثة أشهر، وذلك لتفادي أي مضاعفات صحية خطيرة.