في سياق النقاشات المتجددة حول ملف لقاحات كورونا، أشار وكيل وزارة الصحة الدكتور عبدالله عسيري، عبر حسابه في منصة “إكس”، إلى أن الجدل القائم حالياً يغرق في التفاصيل التقنية الدقيقة، مفتقداً بذلك النظرة الشمولية والبعد الإنساني للأزمة؛ موضحاً أن اللقاح لم يكن مجرد مستحضر دوائي تقليدي، بل كان بمثابة حبل النجاة الذي انتشل البشرية من كارثة ديموغرافية محققة.
واستشهد عسيري بلغة الأرقام لبيان حجم الأثر الإيجابي، حيث نجحت اللقاحات في حماية أرواح ما يقارب عشرين مليون إنسان حول العالم خلال العام الأول فقط من طرحها، كما لعبت دوراً حاسماً في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات بخفض معدلات الوفيات بنسبة مذهلة تجاوزت التسعين بالمائة. وفيما يخص المخاوف المتعلقة بالأعراض الجانبية، لفت إلى أن الشفافية تقتضي الاعتراف بوجود آثار لأي دواء، إلا أن المقارنة العادلة بين مخاطر اللقاح النادرة جداً وبين الخطر الداهم للفيروس، تجعل الكفة تميل بوضوح لصالح حماية الأرواح.
كما تطرق وكيل وزارة الصحة إلى التساؤلات حول سرعة تطوير اللقاح، مبيناً أن ذلك لم يتم عبر تجاوز المراحل السريرية الضرورية، بل من خلال تنفيذها بشكل متوازٍ مدعوم بتمويل ضخم وإقبال كبير من المتطوعين، منوهاً بأن تقنية (mRNA) لم تكن وليدة اللحظة، بل هي نتاج عقدين من البحث العلمي الدؤوب الذي تم تطويعه بذكاء لمواجهة الفيروس المستجد. واختتم حديثه بالدعوة إلى الإنصاف والموازنة بين الحق في النقد العلمي وبين واجب الامتنان للنتائج العظيمة التي تحققت، والاعتراف بالعوامل التي قادت إلى هذا النجاح الطبي.
التعليقات