يخيم التعادل السلبي على مجريات اللقاء الذي يجمع المنتخب المصري بنظيره الأنجولي على أرضية ملعب أدرار بمدينة أغادير المغربية، حيث انقضت ثلاثة أرباع وقت المباراة دون أن تهتز الشباك، وذلك في إطار منافسات الجولة الختامية لدور المجموعات في العرس الأفريقي المقام حالياً بالمغرب. ورغم المحاولات المستمرة من الجانبين لكسر حالة الصمت التهديفي، إلا أن الحذر الدفاعي وسوء الحظ كانا العنوان الأبرز لهذه المواجهة حتى اللحظات الأخيرة.

شهد الشوط الأول محاولات متبادلة لكنها افتقرت إلى اللمسة الأخيرة الحاسمة، إذ استهل المنتخب الأنجولي التهديد مبكراً بكرة علت العارضة، ليرد الفراعنة عبر سلاح الكرات الثابتة، حيث لم تجد رأسية حسام عبد المجيد طريقها للمرمى بعد ركنية متقنة، كما انتهت عرضية أحمد فتوح في أحضان الحارس الأنجولي. وكادت الدقائق الأخيرة من هذا الشوط أن تحمل خبراً غير سار للمصريين لولا أن تسديدة المنافس حادت قليلاً عن القائم الأيسر للحارس مصطفى شوبير، الذي ذاد عن مرماه ببسالة وتصدى لمحاولة أخرى بعيدة المدى قبل صافرة الاستراحة.

وسعياً لتنشيط الجبهة الهجومية وضخ دماء جديدة، أجرى الجهاز الفني لمنتخب مصر بقيادة حسام حسن تعديلات تكتيكية مطلع الشوط الثاني بالدفع بأسماء هجومية مثل أحمد سيد زيزو ومصطفى فتحي وياسر إبراهيم، إلا أن الخطورة الأنجولية ظلت حاضرة بقوة، حيث تعاطف القائم مع الحارس المصري وتصدى لتسديدة قوية من ركلة حرة نفذها فريدي باليندي، كما واصل شوبير تألقه في إبعاد الكرات الخطرة، في حين أجبرت الإصابة مهند لاشين على مغادرة الملعب ليدخل محمد شحاتة بديلاً له في منتصف الشوط الثاني.

ويدخل المنتخب المصري هذه المواجهة بأعصاب هادئة نسبياً بعد ضمانه التأهل مبكراً إلى ثمن النهائي وتربعه على قمة المجموعة الثانية برصيد وافر من النقاط، مما جعل المباراة فرصة لتجربة بعض العناصر والخطط البديلة. في المقابل، يعاني الفريق الأنجولي من تعثر في النتائج، حيث لا يمتلك في جعبته سوى نقطة يتيمة حصدها من تعادل سابق، مما يضع عليه ضغوطاً كبيرة لمحاولة الخروج بنتيجة إيجابية أمام متصدر المجموعة.

واعتمد الفراعنة في بداية هذا اللقاء على تشكيلة متوازنة جمعت بين العناصر الشابة والخبرة، بوجود مصطفى شوبير حارساً للعرين، وأمامه خط دفاعي يقوده حسام عبد المجيد ومحمد إسماعيل، بينما قاد الهجوم الثنائي مصطفى محمد وصلاح محسن. واحتفظت دكة البدلاء بأوراق رابحة من العيار الثقيل كالقائد محمد صلاح والمتألق عمر مرموش، مما يعكس عمق القائمة التي يعتمد عليها الجهاز الفني في هذه البطولة، والتي تضم مزيجاً من المحترفين والنجوم المحليين في كافة المراكز.

وتصب لغة الأرقام والتاريخ دائماً في صالح أبناء النيل عند مواجهة “الغزلان السوداء”، حيث شهدت المواجهات السابقة في بطولات أمم أفريقيا تفوقاً مصرياً خالصاً، أبرزها الفوز في نسختي 1996 و2008 بنفس النتيجة بهدفين لهدف. ويعزز هذا التاريخ مكانة مصر بصفتها زعيمة القارة السمراء، ليس فقط بعدد الألقاب السبعة التي تزين خزائنها، بل أيضاً بالأرقام القياسية الفريدة في عدد المشاركات، والأهداف الغزيرة، وإنجازات الجيل الذهبي بقيادة “المعلم” حسن شحاتة والنجوم التاريخيين الذين حصدوا اللقب أربع مرات، ليظل المنتخب المصري هو الرقم الصعب في تاريخ الكرة الأفريقية.