في فاجعة ألمت بالأوساط العسكرية والسياسية في ليبيا، نعى رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، الفريق أول محمد الحداد، الذي قضى نحبه رفقة الوفد المرافق له في حادث جوي مأساوي. وقد وقعت الكارثة إثر سقوط الطائرة التي كانت تقلهم في رحلة العودة من مهمة رسمية في العاصمة التركية أنقرة، ليسدل الستار بذلك على مسيرة قائد عسكري بارز تصدر المشهد منذ توليه مهام رئاسة الأركان قبل نحو أربع سنوات.

ويعتبر الراحل، الذي ينحدر من مدينة مصراتة الواقعة شرقي طرابلس، أحد الأعمدة الرئيسية التي ارتكزت عليها المؤسسة العسكرية في حقبة ما بعد ثورة فبراير؛ فقد بذل جهوداً مضنية في مسار توحيد الصف العسكري المشتت، وكان له حضور فاعل ومؤثر ضمن اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) الساعية لرأب الصدع بين الفرقاء.

وعلى الصعيد الميداني، ارتبط اسم القائد الراحل بمحطات مفصلية في تاريخ الصراع الليبي الحديث، حيث لعب دوراً حاسماً في صد الهجوم العسكري الذي استهدف العاصمة عام 2019. ولم يقتصر دوره على المعارك الكبرى، بل ساهم بحنكته في نزع فتيل العديد من التوترات والنزاعات المسلحة التي اندلعت في طرابلس ومدن المنطقة الغربية، محاولاً الحفاظ على الاستقرار الهش في البلاد.