نجح المنتخب المصري في حجز مقعده مبكرًا في دور الستة عشر لبطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليًا بالمغرب، بعدما انتزع فوزًا ثمينًا من أنياب منتخب جنوب أفريقيا بهدف دون رد، ليرفع رصيده إلى ست نقاط كاملة تضمن له صدارة المجموعة الثانية بغض النظر عن نتائج الجولة الأخيرة، مستفيدًا من قاعدة المواجهات المباشرة.
وتوج محمد الشناوي، حامي عرين “الفراعنة”، بجائزة رجل المباراة تقديرًا لأدائه البطولي وتصديه للعديد من الكرات الخطيرة التي حافظت على نظافة شباكه، بينما جاء هدف الحسم بتوقيع القائد محمد صلاح من علامة الجزاء في الأنفاس الأخيرة للشوط الأول، في مواجهة شهدت تقلبات دراماتيكية واختبارًا حقيقيًا لقوة الدفاع المصري.
بدأت المواجهة على ملعب “أدرار” بنوع من التحفظ التكتيكي، حيث ركز الفراعنة على التأمين الدفاعي مع الاعتماد على الهجمات المرتدة عبر سرعات صلاح ومرموش، وشهدت الدقائق الأولى محاولات متبادلة، أبرزها تمريرة محمد هاني التي كادت تضع صلاح في وضعية التسجيل، ورد الجنوب أفريقيون بمحاولات تصدى لها الدفاع ويقظة الشناوي، كما لجأ الحكم للبطاقات الملونة مبكرًا للسيطرة على الخشونة، فأنذر موكوينا لتدخله العنيف.
وجاءت نقطة التحول قبيل نهاية الشوط الأول، عندما تدخلت تقنية الفيديو لاحتساب ركلة جزاء لصالح مصر، نفذها محمد صلاح بنجاح، إلا أن الفرحة لم تكتمل طويلًا، إذ تعرض المنتخب لصفعة قوية مطلع الشوط الثاني بطرد الظهير الأيمن محمد هاني بعد حصوله على الإنذار الثاني، ليضطر الفريق لإكمال المباراة بعشرة لاعبين، وهو ما دفع المدير الفني حسام حسن لإجراء تعديلات تكتيكية بإشراك إمام عاشور وعناصر دفاعية أخرى مثل محمد شحاتة ومهند لاشين لتعويض النقص العددي.
ورغم الضغط الهجومي المكثف من “الأولاد”، وقف الشناوي سدًا منيعًا، لا سيما في تصديه لانفراد صريح في الدقيقة 78، في حين كاد إمام عاشور أن يعزز النتيجة بهدف ثانٍ لولا براعة حارس المنافس، لتنتهي المباراة بفوز مصري خالص يعزز من طموحات استعادة اللقب القاري الغائب منذ عام 2010.
ودخل المنتخب المصري اللقاء بتشكيلة ضمت الشناوي في الحراسة، وأمامه رباعي الدفاع هاني وربيعة وياسر إبراهيم ومحمد حمدي، وفي الوسط مروان عطية وحمدي فتحي وزيزو، بينما قاد الهجوم الثلاثي تريزيجيه وصلاح ومرموش، مع تواجد بدائل قوية على دكة الاحتياط.
ويأتي هذا الفوز ليضيف فصلاً جديدًا في تاريخ مواجهات المنتخبين، حيث يعد هذا الانتصار الخامس للفراعنة تاريخيًا مقابل تفوق جنوب أفريقيا في سبع مناسبات سابقة، ويسعى المنتخب المصري، صاحب الرقم القياسي في التتويج بسبعة ألقاب، لاقتناص النجمة الثامنة وتعويض إخفاقات النهائيات الأخيرة في 2017 و2021، مختتمًا دور المجموعات بمواجهة أنجولا بعدما كان قد استهل مشواره بالفوز على زيمبابوي.
التعليقات