نجح المنتخب المصري في حجز مقعده مبكراً في ثمن نهائي العرس الأفريقي المقام حالياً بالمغرب، وذلك بعد انتصار شاق ومهم على منتخب “الأولاد” بهدف يتيم، ليرفع الفراعنة رصيدهم إلى ست نقاط تضمن لهم صدارة المجموعة الثانية رسمياً، مستفيدين من أفضلية المواجهات المباشرة حتى في حال تعثرهم في اللقاء الختامي أمام أنجولا. وقد لعب الحارس محمد الشناوي دوراً بطولياً في هذا اللقاء استحق عليه لقب “رجل المباراة”، رغم تأكيده بتواضع عقب اللقاء أن هذا الإنجاز يُحسب للمجموعة ككل، معرباً عن امتنانه الكبير للمؤازرة الجماهيرية المصرية والمغربية التي ملأت المدرجات، ومشدداً على أن الفريق يخوض كل مواجهة وكأنها نهائي كؤوس.
اتسمت مجريات اللقاء في بدايتها بالتحفظ التكتيكي والحذر المتبادل، حيث سعى الفراعنة لتأمين مناطقهم الخلفية مع الاعتماد على الهجمات الخاطفة، ولاحت في الأفق بعض الفرص عبر صلاح ومرموش لكنها افتقدت للمسة الأخيرة. ورغم المحاولات المتكررة والفرص الضائعة، جاءت نقطة التحول قبيل صافرة نهاية الشوط الأول، حين احتسب الحكم ركلة جزاء بعد العودة لتقنية الفيديو، ترجمها القائد محمد صلاح بنجاح داخل الشباك في الدقيقة 45. إلا أن الفرحة لم تكتمل طويلاً، حيث تلقى الفريق ضربة موجعة بتعرض الظهير الأيمن محمد هاني للطرد عقب حصوله على الإنذار الثاني نتيجة تدخل قوي، ليضطر الفريق لإكمال المواجهة بعشرة لاعبين مع بداية الشوط الثاني.
مع انطلاقة النصف الثاني، لجأ الجهاز الفني بقيادة حسام حسن إلى دكة البدلاء لتعويض النقص العددي وتجديد الدماء في وسط الملعب، فدفع بإمام عاشور بدلاً من عمر مرموش. وتحمل الدفاع المصري ومن خلفه “الأسد” الشناوي عبء الهجمات الجنوب أفريقية المتتالية والشراسة الهجومية للمنافس الذي حاول استغلال النقص العددي، حيث ذاد الحارس عن مرماه ببسالة وتصدى لأهداف محققة، أبرزها انفراد صريح في الدقيقة 78 كاد يغير مجرى المباراة. ورغم الضغط، كادت مصر تعزز النتيجة عبر تسديدة قوية لعاشور تصدى لها الحارس، قبل أن يغلق المدرب المباراة بتغييرات تكتيكية إضافية بإشراك محمد شحاتة ومهند لاشين وأسامة فيصل في الدقائق الأخيرة لتأمين النقاط الثلاث والخروج ببر الأمان.
ويحمل هذا الجيل على عاتقه طموحات عريضة لاستعادة الأمجاد القارية الغائبة عن خزائن الاتحاد المصري منذ عام 2010، والسعي الحثيث نحو تعليق النجمة الثامنة لتعزيز الرقم القياسي المسجل باسم مصر بسبعة ألقاب، خاصة بعد مرارة خسارة النهائي في نسختي 2017 و2021. وتكتسب مواجهات مصر وجنوب أفريقيا طابعاً خاصاً دائماً، حيث يمتلك المنافس تفوقاً تاريخياً في إجمالي اللقاءات، إلا أن الذاكرة المصرية تحتفظ بلحظات مضيئة أبرزها التتويج بلقب 1998، في حين كان لقاء اليوم بمثابة رد اعتبار هام، ومحطة انطلاق قوية نحو الأدوار الإقصائية بعد بداية ناجحة سابقة أمام زيمبابوي.
التعليقات