سادت أجواء احتفالية داخل معسكر المنتخب المصري المتواجد حاليًا في الأراضي المغربية استعدادًا لخوض منافسات كأس الأمم الأفريقية 2025، وذلك بمناسبة يوم ميلاد قائد الفريق وحارس عرينه، محمد الشناوي، الذي أتم عامه السابع والثلاثين. وقد حرصت الحسابات الرسمية للمنتخب على مشاركة هذه المناسبة السعيدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، موجهة رسالة تهنئة دافئة للحارس المخضرم بلقبه المحبوب “شنو”، متمنين له عامًا سعيدًا مليئًا بالإنجازات.

بدأت رحلة الشناوي، المولود في مدينة الحامول بمحافظة كفر الشيخ، مع كرة القدم داخل جدران النادي الأهلي في قطاع الناشئين مطلع الألفية، لكن مسيرته لم تكن مفروشة بالورود؛ فقد اضطر للخروج من القلعة الحمراء ليصنع اسمه خارجها، متألقًا بقمصان أندية مثل طلائع الجيش وبتروجت. هذا الأداء اللافت أجبر إدارة الأهلي على استعادته ليعود أقوى مما كان، ويفرض نفسه كخيار أول وأساسي في حراسة المرمى، ليس فقط للنادي بل للمنتخب الوطني أيضًا، مسطرًا تاريخًا طويلًا من الثبات والمشاركة في كافة المحافل الدولية.

وعلى مدار السنوات السبع الماضية، نجح الشناوي في إحكام قبضته على مركز حراسة المرمى، محققًا سجلًا حافلًا بالألقاب الجماعية التي بلغت 26 بطولة متنوعة مع الشياطين الحمر. تنوعت هذه البطولات بين هيمنة محلية شملت الدوري والكأس والسوبر المصري، وسيطرة قارية تضمنت أربعة ألقاب لدوري أبطال أفريقيا ولقبين للسوبر الأفريقي، بالإضافة إلى إنجاز عالمي تمثل في حصد الميدالية البرونزية في كأس العالم للأندية في ثلاث مناسبات مختلفة، مما وضعه في مصاف أساطير الحراسة المصرية.

بلغة الأرقام، خاض “الأخطبوط” ما يقرب من 344 مباراة بقميص الأهلي، نجح خلالها في الحفاظ على نظافة شباكه في 187 مواجهة، بينما دافع عن ألوان المنتخب في 68 لقاءً دوليًا. ولم تخلُ مسيرته من الجوائز الفردية المرموقة، حيث نال جائزة أفضل لاعب داخل قارة أفريقيا، وحصل على لقب رجل المباراة في مواجهة أوروجواي بكأس العالم 2018 رغم الخسارة، كما اختير كأفضل حارس في دور المجموعات بإحدى نسخ أمم أفريقيا السابقة. وينفرد الشناوي برقم قياسي تاريخي كونه الحارس المصري الوحيد الذي جمع بين المشاركة في المونديال العالمي، ودورة الألعاب الأولمبية، وكأس العالم للأندية.