تمكن المنتخب المصري من حجز مقعده رسمياً في ثمن نهائي العرس الأفريقي المقام حالياً بالمغرب، وذلك عقب تفوقه الصعب على منافسه الجنوب أفريقي بهدف يتيم دون رد، ليكون “الفراعنة” أول الواصلين إلى دور الستة عشر. وفي خضم هذه المواجهة، خطف الحارس المخضرم محمد الشناوي الأضواء، متوجاً مجهوداته بلقب رجل المباراة، بعدما وقف سداً منيعاً أمام المحاولات الهجومية المستمرة للخصم، محافظاً على عذرية شباكه ومؤمناً عبور منتخب بلاده إلى الدور التالي.

وتضاعفت قيمة هذا التألق بالنظر إلى الظروف المعقدة التي عاشها الفريق داخل المستطيل الأخضر، حيث اضطر لاستكمال الشوط الثاني كاملاً بعشرة لاعبين فقط، إثر إشهار البطاقة الحمراء في وجه المدافع محمد هاني في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول نتيجة تدخل قوي. ورغم النقص العددي والضغط المكثف الذي مارسه منتخب “الأولاد”، نجح الشناوي في الذود عن مرماه ببراعة وتصدى لكل الكرات الخطرة. وعلى الجانب الهجومي، تكفل القائد محمد صلاح بحسم النتيجة عبر ركلة جزاء نفذها بنجاح قبل صافرة الاستراحة، ليرفع رصيده التهديفي ويعزز مكانته التاريخية منفرداً بالمركز الثالث في قائمة هدافي المنتخب المصري عبر تاريخ البطولة القارية.

ولا يعد هذا التوهج وليد الصدفة بالنسبة لحارس النادي الأهلي، الذي يمتلك سجلاً حافلاً بالإنجازات والأرقام القياسية؛ إذ سبق له نيل جائزة أفضل لاعب داخل القارة السمراء رغم خسارة فريقه لنهائي دوري الأبطال حينها. كما ترك الشناوي بصمة واضحة في المحافل الدولية الكبرى، بداية من أدائه البطولي في مونديال روسيا 2018 وحصوله على جائزة أفضل لاعب في مواجهة أوروجواي، مروراً بمشاركته المميزة في أولمبياد طوكيو، واختياره كأفضل حارس في دور المجموعات بالنسخة الأفريقية السابقة، وصولاً إلى انفراده بلقب الحارس المصري الوحيد الذي جمع بين شرف المشاركة في كأس العالم للمنتخبات، ومونديال الأندية، ودورة الألعاب الأولمبية.