يبدو أن الأراضي المغربية تشهد ميلاد فصل جديد من التألق للنجم المصري محمد صلاح، الذي أبدى عزماً واضحاً على ترك بصمة استثنائية في النسخة الحالية من العرس الأفريقي المستمر حتى منتصف يناير 2026. فقد نجح قائد “الفراعنة” في فرض كلمته منذ البداية، لاعباً دور المحرك الأساسي لمنتخب بلاده، ليقوده بامتياز نحو حسم التأهل رسمياً إلى دور الستة عشر، ليكون المنتخب المصري أول من يضمن مقعده في هذا الدور بعد تحقيقه العلامة الكاملة في مستهل مشواره.
وفي ليلة كروية صعبة، قاد نجم ليفربول رفاقه لانتزاع فوز شاق وثمين على منتخب جنوب أفريقيا بهدف نظيف، جاء من توقيعه عبر ركلة جزاء نفذها بنجاح في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول. واكتسب هذا الانتصار قيمة مضاعفة نظراً للظروف المعاكسة التي واجهها الفريق، حيث اضطر “الفراعنة” لخوض الشوط الثاني كاملاً بعشرة لاعبين بعد إشهار البطاقة الحمراء في وجه المدافع محمد هاني، ورغم النقص العددي، حافظ الفريق على تقدمه ليتصدر المجموعة الثانية برصيد ست نقاط، موسعاً الفارق مع ملاحقه المباشر “بافانا بافانا”.
ولم تكن النقاط الثلاث هي المكسب الوحيد، بل حملت المباراة طابعاً ثأرياً وتاريخياً، حيث تمكن الجيل الحالي بقيادة المدير الفني حسام حسن من فك عقدة استمرت طويلاً، محققاً أول فوز رسمي على جنوب أفريقيا منذ التتويج بلقب 1998. وعلى الصعيد الشخصي، واصل صلاح كتابة التاريخ، فبعد هدفه الافتتاحي أمام زيمبابوي، أضاف هدفه الثاني في البطولة والتاسع في تاريخ مشاركاته القارية، لينفرد بالمركز الثالث في قائمة هدافي مصر التاريخيين بكأس الأمم، متجاوزاً رقم العميد السابق أحمد حسن.
وبات الطريق ممهداً أمام الهداف المصري لمطاردة أساطير الكرة المصرية، حيث قلص الفارق الذي يفصله عن مدربه الحالي حسام حسن، صاحب الأحد عشر هدفاً، وبات على بعد ثلاثة أهداف فقط من معادلة الرقم القياسي التاريخي المسجل باسم الراحل حسن الشاذلي، الذي يتربع على القمة برصيد 12 هدفاً، مما يجعل المباريات القادمة ساحة لترقب إنجاز فردي غير مسبوق لقائد الفراعنة.
التعليقات