تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة اليوم الجمعة إلى ملعب “أدرار” في مدينة أغادير المغربية، حيث يخوض المنتخب المصري اختباراً هاماً أمام نظيره الجنوب أفريقي، وذلك في إطار منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات لبطولة كأس الأمم الأفريقية. تأتي هذه المواجهة وسط طموحات كبيرة لـ “الفراعنة” لتعزيز انطلاقتهم القوية في البطولة وضمان مقعدهم في الأدوار المتقدمة.

ويخطف النجم العالمي محمد صلاح الأضواء في هذه النسخة من البطولة، حيث يواصل كتابة فصول جديدة في مسيرته الدولية الحافلة. فبعد هدفه الحاسم في شباك زيمبابوي، وصل قائد الفراعنة إلى هدفه الثامن في تاريخ مشاركاته بالنهائيات القارية، ليصبح في المركز الثالث بقائمة الهدافين التاريخيين لمصر في البطولة متساوياً مع الصقر أحمد حسن. ويسعى صلاح لتقليص الفارق مع الأساطير السابقين، حيث بات يفصله أربعة أهداف فقط عن الرقم القياسي المسجل باسم الراحل حسن الشاذلي صاحب الـ12 هدفاً، وثلاثة أهداف عن الوصيف حسام حسن.

وبلغة الأرقام، تعكس مسيرة صلاح الدولية تأثيراً طاغياً، إذ خاض بقميص بلاده 108 مباريات دولية ساهم خلالها في قرابة مئة هدف، ما بين تسجيل 62 هدفاً وصناعة 34 آخرين لزملائه. وتتنوع أهدافه بين التصفيات المؤهلة للمونديال وأمم أفريقيا والمباريات الودية، فضلاً عن هدفيه في كأس العالم، مما يجعله الركيزة الأساسية التي يعول عليها الجمهور المصري لتحقيق اللقب الثامن.

وبالعودة إلى أجواء المنافسة، يدخل المنتخبان اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد تحقيقهما للفوز في الجولة الافتتاحية بنفس النتيجة (2-1). فقد نجح المنتخب المصري في قلب تأخره أمام زيمبابوي إلى فوز مثير بفضل هدفي عمر مرموش ومحمد صلاح في اللحظات القاتلة، بينما حصد منتخب “بافانا بافانا” نقاطه الثلاث أمام أنغولا بصعوبة، بعدما حسم لايل فوستر النتيجة بتسديدة بعيدة المدى، ليؤكد الفريقان جاهزيتهما للمنافسة على صدارة المجموعة.

تاريخياً، يمتلك المنتخب المصري سجلاً مرصعاً بالذهب بسبعة ألقاب قارية، بينما يحمل منتخب جنوب أفريقيا لقباً وحيداً حققه على أرضه عام 1996. ومن المفارقات أن آخر نهائي وصل إليه “الأولاد” كان أمام مصر في نسخة 1998 وانتهى بفوز الفراعنة، مما يضفي طابعاً ثأرياً وكلاسيكياً على لقاء اليوم.

ومن المقرر أن تنطلق صافرة البداية في تمام الساعة الخامسة مساءً بتوقيت القاهرة، حيث ستقوم شبكة قنوات “بي إن سبورتس” بنقل أحداث المباراة حصرياً للجماهير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مواجهة يتوقع أن تكون حافلة بالندية والإثارة الكروية.