يتطلع قائد الفراعنة ونجم ليفربول، محمد صلاح، بشغف كبير نحو الأراضي المغربية حيث تدور رحى المنافسات القارية الحالية، طامحاً إلى معانقة المجد الذي طال انتظاره بقميص منتخب بلاده. ورغم مسيرته المرصعة بالذهب والألقاب الكبرى في الملاعب الأوروبية، يظل الحلم الإفريقي هو الحلقة المفقودة التي يسعى “الملك المصري” لإتمامها، خاصة وأن خزائنه تفتقد لأي لقب دولي مع المنتخب الأول، مما يجعل من هذه النسخة فرصة ذهبية لتعويض ما فات وكتابة سطر جديد في تاريخ الكرة المصرية.

وقد استهل النجم المصري رحلته في البطولة ببصمة مؤثرة، حينما انتزع لمنتخب بلاده فوزاً درامياً في اللحظات الأخيرة من عمر اللقاء الافتتاحي أمام زيمبابوي، مؤكداً عزمه الصادق على قيادة الفريق للذهاب بعيداً في الأدوار الإقصائية ومحاولة استعادة الزعامة القارية الغائبة عن الجماهير المصرية منذ جيل 2010 الذهبي. وتحمل هذه النسخة طابعاً خاصاً لصلاح، الذي تجرع مرارة الهزيمة في المباراة النهائية مرتين سابقاً أمام الكاميرون والسنغال؛ لذا فهو يضع نصب عينيه هدفاً واحداً وهو كسر هذه العقدة، ليكون التتويج القاري مكملاً لمسيرة حافلة حصد فيها دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي والعديد من الجوائز الفردية المرموقة.

وعلى جانب آخر من الطموحات، تشهد البطولة سباقاً رقمياً مثيراً للاهتمام، حيث يقف صلاح على أعتاب إنجاز تاريخي يضعه على قمة هدافي المنتخب المصري عبر العصور. المنافسة هنا ذات طابع فريد، إذ إن الرقم القياسي الحالي مسجل باسم مدربه في المنتخب، حسام حسن، برصيد 68 هدفاً، بينما يمتلك صلاح في جعبته 64 هدفاً. ومع تبقي أربعة أهداف فقط لمعادلة هذا الرقم، يأمل نجم ليفربول أن تمنحه مباريات “الكان” الفرصة الكافية لهز الشباك وتجاوز رقم مدربه، ليجمع بذلك بين حلم رفع الكأس الغالية وتحطيم الأرقام القياسية تحت أنظار صاحب الرقم السابق.