يستعد المنتخب المصري لخوض تحدٍ جديد يوم الجمعة المقبل، حينما يحل ضيفاً على ملعب “أدرار” بمدينة أغادير المغربية لملاقاة نظيره الجنوب أفريقي، في إطار منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات للبطولة القارية. وفي خضم هذه الاستعدادات، ألقى محمد عبد الجليل، أحد نجوم الكرة المصرية السابقين، الضوء على وضع “الفراعنة” الحالي بعد تجاوزهم عقبة زيمبابوي في المباراة الافتتاحية، متطرقاً إلى الأجواء المحيطة بالفريق والجهاز الفني.

ويرى عبد الجليل أن المدير الفني حسام حسن يواجه ضغوطاً هائلة، مشيراً إلى وجود حالة من التصيد للأخطاء من قبل البعض الذين يترقبون أي عثرة للجهاز الفني، لدرجة أن سهام النقد طالت المدرب حتى قبل نهاية المباراة الأولى. ورغم اعترافه بأن المستوى الفني لم يرقَ للمأمول وأن اللاعبين أضاعوا فرصاً سهلة بغير المعتاد، إلا أنه شدد على أن الظفر بالنقاط الثلاث هو المكسب الحقيقي في مثل هذه البطولات المجمعة، بغض النظر عن جمالية الأداء.

وفي سياق حديثه عن عقليات اللاعبين، لفت النجم السابق الانتباه إلى سطوة العالم الرقمي على الجيل الحالي، موضحاً أن اهتمام اللاعبين ينصب فور صافرة النهاية على متابعة ردود الأفعال عبر هواتفهم الذكية. ووصف حالة المنتخب الحالية بأنها في منطقة وسطى بين القوة والضعف، كما دافع عن قائد الفريق محمد صلاح في وجه المطالب الجماهيرية التي تنتظر منه حلولاً سحرية مستمرة، مؤكداً أن قيمة صلاح تكمن في دقته المتناهية وعدم خروج الكرة من قدمه بشكل خاطئ، وهو ما يمثل ركيزة أساسية للفريق.

وعلى الصعيد الفني واختيارات التشكيل، أبدى عبد الجليل دهشته من الدفع بإمام عاشور منذ البداية رغم عودته الحديثة من الإصابة، مبرراً ذلك بقدرة اللاعب على إقناع المدربين بجاهزيته في التدريبات، وإن كان قد ظهر مفتقداً لبعض الحيوية البدنية أثناء اللعب، مشيداً في الوقت ذاته بالسلوك الاحترافي للاعب وتقبله لقرار التغيير بهدوء. وفي المقابل، طرح تساؤلات حول الأسباب الفنية التي أدت إلى إبقاء المهاجم مصطفى محمد على دكة البدلاء وعدم الاعتماد عليه أساسياً.

وكان المنتخب الوطني قد استهل مشواره بانتصار ثمين على زيمبابوي بهدفين مقابل هدف، في لقاء شهد “ريمونتادا” مصرية بعد التأخر بهدف، حيث تكفل الثنائي المحترف عمر مرموش ومحمد صلاح بتسجيل هدفي الفوز. وبهذه النتيجة، يقتسم الفراعنة صدارة المجموعة مع منتخب “الأولاد” الجنوب أفريقي برصيد ثلاث نقاط لكل منهما، بينما يقبع منتخبا زيمبابوي وأنجولا في ذيل الترتيب بلا رصيد.

وتخوض مصر غمار هذه البطولة بقائمة مدججة بالنجوم في كافة المراكز، تضم في حراسة العرين الرباعي محمد الشناوي وأحمد الشناوي ومصطفى شوبير ومحمد صبحي. أما الخط الخلفي فيتشكل من محمد هاني، وأحمد عيد، ورامي ربيعة، وخالد صبحي، وياسر إبراهيم، ومحمد إسماعيل، وحسام عبد المجيد، ومحمد حمدي، وأحمد فتوح. وفي منطقة المناورات يتواجد مروان عطية، وحمدي فتحي، ومهند لاشين، ومحمود صابر، ومحمد شحاتة، وإمام عاشور، وأحمد سيد زيزو، ومحمود تريزيجيه، وإبراهيم عادل، ومصطفى فتحي، بينما يقود الهجوم كل من عمر مرموش، ومحمد صلاح، ومصطفى محمد، وصلاح محسن، وأسامة فيصل.

ويسعى أبناء النيل من خلال هذه الكتيبة لاستعادة أمجاد الماضي وكسر عقدة الغياب عن منصات التتويج التي لازمتهم منذ نسخة 2نا في أنجولا، حيث يطمح المنتخب المصري، صاحب الرقم القياسي بسبعة ألقاب، إلى معانقة الكأس الثامنة وإنهاء خمسة عشر عاماً من الجفاف القاري.