في كشفٍ لستار المشهد الأخير من حكم الرئيس السوري المخلوع، روى حارسه الشخصي تفاصيل مريرة عن رحلة الهروب المفاجئة إلى موسكو أواخر العام الماضي. وقد تحدث الرجل بلهجة ملؤها الخذلان لصحيفة أمريكية، واصفاً كيف أن الزعيم الذي خدموه لسنوات لم يكتفِ بإهانتهم أثناء وجوده في السلطة، بل تعرضوا لخديعة كبرى لحظة رحيله. بدأت فصول القصة باستدعاء عاجل لثلاثة من المرافقين، حيث اضطروا للمغادرة فوراً دون حمل أي أوراق ثبوتية أو أموال، وحتى دون ملابس إضافية، معتمدين كلياً على فكرة أن مرافقة “الرئيس” تكفيهم مؤونة الحاجة لأي ترتيبات شخصية.

وما إن حطت الطائرة في العاصمة الروسية حتى ظهرت الفوارق الصادمة؛ إذ نزل الأسد وعائلته في شقق فندقية بالغة الفخامة بتكاليف أسبوعية باهظة، بينما وجد المرافقون أنفسهم في جناح منفصل، لتكون المفاجأة الصاعقة في صباح اليوم التالي حين طالبتهم إدارة الفندق بتسديد فاتورة ضخمة تفوق قدراتهم. وحينما حاولوا الاستنجاد برئيسهم الذي كان قريباً منهم، قوبلت اتصالاتهم بالتجاهل التام والصمت المطبق، ليجدوا أنفسهم عالقين بلا مال أو سند.

انتهى المطاف بهؤلاء الحراس إلى نقلهم بواسطة السلطات الروسية للإقامة في ثكنة عسكرية قديمة ومتهالكة رفقة عناصر من رتب متدنية، وهو الوضع البائس الذي دفع الحارس الشخصي في النهاية لاتخاذ قرار العودة إلى بلاده، طاوياً صفحة خدمته لشخص تخلى عن رجاله المخلصين وتركهم لمصيرهم في أرض غريبة.