سلطت تقارير طبية حديثة الضوء على المخاطر الكامنة خلف الاستهلاك المفرط لمشروبات الطاقة، مستشهدة بحالة مرضية لرجل خمسيني في المملكة المتحدة كان يتمتع بصحة جيدة قبل أن يواجه أزمة صحية حادة. فقد استقبلت مستشفيات جامعة نوتنغهام المريض وهو يعاني من أعراض مفاجئة شملت عجزاً في تحريك الجانب الأيسر من جسده، وفقداناً للقدرة على التوازن، بالإضافة إلى صعوبات واضحة في النطق وعملية البلع، مما استدعى تدخلاً طبياً عاجلاً لتشخيص حالته.

كشفت فحوصات الرنين المغناطيسي الدقيقة أن الرجل تعرض لسكتة دماغية إقفارية نتجت عن انسداد في الأوعية الدموية الدقيقة، لكن المثير للقلق كان الارتفاع الهائل في مؤشراته الحيوية لحظة دخوله المستشفى؛ حيث سجل ضغط دمه قراءة خطيرة بلغت 254/150 ملم زئبق. وتعتبر هذه الأرقام مرتفعة بشكل صارخ مقارنة بالمعدلات الطبيعية المتعارف عليها طبياً، والتي تتراوح عادة بين 90/60 و120/80 ملم زئبق، مما وضع حياته في دائرة الخطر المباشر.

وفي سياق تفسير الأسباب، ربط الفريق المعالج بين هذه الحالة الحرجة وبين العادات الغذائية للمريض، مرجحين أن يكون الإفراط في تناول مشروبات الطاقة ذات التركيز العالي هو السبب الرئيسي وراء ما حدث. وأوضح الأطباء أن هذه المشروبات تحتوي على كميات مكثفة من الكافيين ومركبات أخرى تعمل على رفع ضغط الدم بشكل عنيف، مما يجعلها عاملاً محفزاً قوياً للإصابة بالسكتات الدماغية حتى لدى الأشخاص الذين لا يعانون من تاريخ مرضي سابق.