يتربع الشاي الأخضر على عرش المشروبات الصحية بفضل خصائصه الفريدة التي تتجاوز مجرد الاستمتاع بمذاقه، حيث تؤكد الأبحاث العلمية دوره المحوري في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية. وتكمن فاعليته في احتوائه على ترسانة من مضادات الأكسدة القوية، أبرزها مركبات الكاتيكين و”EGCG”، التي تعمل بجدية على خفض معدلات الكوليسترول الضار في الدم، مما يشكل حائط صد ضد انسداد الشرايين ويقلل بالتالي من مخاطر التعرض للأزمات القلبية والسكتات الدماغية. وقد أظهرت البيانات أن المواظبة على احتساء كميات معتدلة منه يوميًا ترتبط بانخفاض ملموس في احتمالات الإصابة بالجلطات، ويعزى ذلك أيضًا إلى دور مركبات الفلافونويد في تحسين مرونة الأوعية الدموية وتوسيعها، مما يضمن تدفق الدم بسلاسة ويساعد في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، وهو ما يفسر تدني نسب الوفيات المرتبطة بأمراض القلب لدى المجتمعات التي تقدس طقوس شرب الشاي مقارنة بغيرهم. ورغم هذه الفوائد، ينبغي الانتباه إلى أن استهلاك أنواع معينة مثل “الماتشا” قد يتداخل مع فاعلية بعض عقاقير خفض الكوليسترول، مما يستوجب الحذر.

لا تقتصر مزايا هذا المشروب على القلب فحسب، بل تمتد لتشمل حماية العقل والدماغ؛ إذ توفر الأحماض الأمينية والمركبات الطبيعية الموجودة فيه درعًا واقيًا للقدرات الإدراكية. فقد لوحظ أن الأشخاص الذين يعتادون شرب الشاي الأخضر بانتظام يتمتعون بحماية أكبر ضد تدهور الذاكرة ومشاكل التركيز مع التقدم في العمر، وتفوق نسبة هذه الحماية تلك التي يوفرها الشاي الأسود. كما تشير الدلائل إلى قدرته على خفض مستويات المؤشرات الحيوية المرتبطة بأمراض التدهور العقلي مثل الزهايمر، مما يجعله خيارًا مثاليًا لمن يسعون للحفاظ على صحة أدمغتهم. وإلى جانب ذلك، يلعب الشاي دورًا داعمًا للجهاز الهيكلي، حيث كشفت تحليلات موسعة لعدة دراسات أن مركبات البوليفينول تساهم في تعزيز كثافة العظام والحد من فقدانها الطبيعي الناتج عن الشيخوخة، مما يقلل من خطر الإصابة بالهشاشة والكسور.