في خطوة تعكس ثقل مصر الدبلوماسي والرياضي على الساحة العالمية، احتضنت القاهرة حدثًا بارزًا تم خلاله الإعلان رسميًا عن تولي الدولة المصرية مقاليد رئاسة اللجنة الحكومية الدولية للتربية البدنية والرياضة (CIGEPS) التابعة لمنظمة اليونسكو، حيث يمثل مصر في هذه المهمة الدكتور أشرف صبحي. وقد جاء هذا الإعلان وسط حضور رفيع المستوى ضم نخبة من الدبلوماسيين، وقيادات المنظمة الدولية، وممثلين عن وكالات الأمم المتحدة المختلفة كمنظمة الصحة العالمية واليونيسف وصندوق السكان، إلى جانب كوكبة من الإعلاميين والخبراء الرياضيين.

واستهل اللقاء بعرض توثيقي سلط الضوء على المسيرة التاريخية للجنة ودورها المحوري في رسم ملامح السياسات الرياضية عالميًا، مبرزًا المحطات التي قادت إلى اختيار مصر لقيادة هذه المنظومة الدولية، وهو ما يُعد برهانًا قويًا على الثقة المتزايدة في الكفاءات المصرية وقدرتها على القيادة في المحافل الأممية. ومن جانبها، اعتبرت الدكتورة نوريا سانز، التي تقود مكتب اليونسكو الإقليمي، أن هذا الاختيار لم يأتِ من فراغ، بل هو تتويج لرؤية مصرية استراتيجية تؤمن بالرياضة كرافعة للتنمية والسلام المجتمعي، مؤكدة أن الشراكة مع وزارة الشباب والرياضة أثمرت عن مشروعات حقيقية تتجاوز الشعارات إلى التطبيق العملي.

وفي سياق متصل، تطرقت المسؤولة الأممية إلى المبادرات المشتركة، وعلى رأسها مبادرة “لائق للحياة” التي تهدف إلى محاربة الخمول البدني وتعزيز الصحة النفسية، مشيدة بالخطوات الجادة التي اتخذت مؤخرًا، ومنها إطلاق أدلة استرشادية لكسر الحواجز أمام ممارسة الرياضة، وتنظيم برامج تدريبية ميدانية بدأت في الإسماعيلية لتأهيل المدربين على آليات الدمج، خاصة للأشخاص ذوي الإعاقة، بما يتماشى مع خطط اليونسكو المستقبلية حتى عام 2029.

وعلى الجانب الآخر، تعامل الدكتور أشرف صبحي مع هذا التكليف الدولي بمنطق المسؤولية لا التشريف، موضحًا في كلمته أن الوصول إلى هذا المقعد هو نتاج عمل مؤسسي متكامل ودعم سياسي راسخ، وليس مجرد طموح شخصي. وشدد على أن الرؤية المصرية خلال فترة الرئاسة سترتكز على مد جسور التعاون، لا سيما بين الدول النامية، لتبادل الخبرات وتطوير سياسات رياضية شاملة تستند إلى الأدلة العلمية وتخدم أهداف التنمية المستدامة.

واختتم المشهد بتأكيدات من فيليب مولر، المسؤول البارز في قطاع الرياضة باليونسكو، الذي أشار إلى أن الجمع بين الخبرة الأكاديمية والممارسة الميدانية الذي يتمتع به الوزير المصري سيمثل قيمة مضافة لعمل اللجنة، متوقعًا أن تشهد الفترة المقبلة تطورًا نوعيًا في آليات تنفيذ المواثيق الدولية للتربية البدنية، مما يعزز من تأثير اللجنة كمرجعية فنية أولى لدول العالم في هذا المجال.