اختتمت المواهب المصرية الشابة رحلتها في الأراضي الأنغولية بإنجاز لافت، حيث تمكنت البعثة الوطنية من اعتلاء منصات التتويج عشرات المرات، مسجلة حصيلة نهائية بلغت 76 ميدالية مع إسدال الستار على دورة الألعاب الأفريقية. وقد تنوعت هذه الغلة الوفيرة بين 33 ميدالية من المعدن النفيس، إلى جانب 22 ميدالية فضية، و21 ميدالية برونزية، مما يعكس تفوقًا ملحوظًا للرياضة المصرية وتصدرها للمشهد القاري في فئات الناشئين.
وشهدت الأيام الأخيرة من المنافسات تألقًا خاصًا لعدد من اللعبات الفردية، حيث سطع نجم لاعبي التايكوندو الذين أضافوا بمفردهم 8 ميداليات إلى الرصيد المصري في يوم واحد، تضمنت أربع ذهبيات وفضية واحدة وثلاث برونزيات. ولم يكن أبطال السلاح أقل توهجًا، إذ نجحوا في حصد المراكز الأولى في ثلاث منافسات للفرق، محققين الذهب في كل من مسابقات “الشيش” للسيدات، و”سيف المبارزة” للرجال، بالإضافة إلى فرق “السيف” للسيدات، مؤكدين جدارتهم في هذه الرياضة العريقة.
وجاءت هذه المشاركة المثمرة نتاجًا للتنسيق بين وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية، اللتين اتفقتا على الدفع ببعثة نوعية ورمزية تمثل مصر في سبع رياضات محددة هي: السلاح، وألعاب القوى، والجودو، وتنس الطاولة، والريشة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية، إلى جانب التايكوندو. وقد ترأس الوفد المصري طارق السعيد، الذي يشغل منصب نائب رئيس اتحاد كرة السلة وعضوية اللجنة الأولمبية، وذلك بتكليف من مجلس إدارة اللجنة، في إطار خطة الدولة لرعاية واكتشاف الأبطال الواعدين وإعدادهم للمنافسات الدولية.
ولا تقتصر أهمية النتائج المحققة في أنجولا على عدد الميداليات فحسب، بل تمتد لتشكل حجر أساس للمستقبل الرياضي لهؤلاء الأبطال، نظرًا لكون هذه البطولة محطة رئيسية مؤهلة لأولمبياد الشباب المقرر إقامته في “داكار 2026”. وبذلك، فإن هذا الأداء القوي يمنح المنتخبات المصرية فرصة ذهبية لحجز مقاعدها مبكرًا في أكبر تجمع رياضي شبابي على مستوى العالم، وسط منافسة شرسة شهدتها الدورة من مختلف الدول الأفريقية الطامحة للوصول إلى العالمية.
التعليقات