خيم التعادل السلبي على النصف ساعة الأولى من المواجهة التي يحتضنها ملعب “أدرار” بالمغرب بين المنتخب المصري ونظيره الجنوب أفريقي، وذلك ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات للبطولة القارية. اتسمت الدقائق الافتتاحية بالحذر المتبادل، حيث لجأ الفراعنة إلى التأمين الدفاعي مع محاولات لشن هجمات مباغتة استغلالاً لسرعات محمد صلاح وعمر مرموش، إلا أن الخطورة الحقيقية غابت عن المرمى في البداية. ولاحت فرصة قريبة للتسجيل في الدقيقة الثانية عشرة، حينما أرسل محمد هاني تمريرة عرضية متقنة داخل المنطقة، لكنها مرت سريعة قبل أن يلحق بها صلاح. ومع ارتفاع وتيرة اللعب البدني، تلقى تيبوهو موكوينا، لاعب جنوب أفريقيا، بطاقة صفراء إثر تدخله القوي لإيقاف انطلاقة مرموش، الذي نفذ بعدها ركلة حرة مباشرة جاورت القائم بقليل. وفي المقابل، ظهرت خطورة “الأولاد” في الدقيقة الثلاثين عبر المهاجم لايلي فوستر الذي استغل هفوة دفاعية وسدد كرة قوية تصدى لها الحارس محمد الشناوي ببراعة، في الوقت الذي نال فيه محمد هاني إنذاراً بسبب اعتراضه على قرارات الحكم.

وعلى صعيد الخيارات الفنية، دخل المنتخب المصري اللقاء بتشكيلة أساسية يقودها الحارس محمد الشناوي، وأمامه جدار دفاعي مكون من محمد هاني، رامي ربيعة، ياسر إبراهيم، ومحمد حمدي. وفي منطقة المناورات بوسط الملعب، تواجد الثلاثي مروان عطية، حمدي فتحي، وأحمد سيد “زيزو”، بينما قاد الخط الأمامي كل من محمود حسن “تريزيجيه” ومحمد صلاح وعمر مرموش. كما احتفظ الجهاز الفني بأوراق رابحة على دكة البدلاء تحسباً لمتغيرات المباراة، ضمت أسماء بارزة مثل مصطفى محمد، إمام عاشور، أحمد فتوح، والحارسين أحمد الشناوي ومصطفى شوبير، بالإضافة إلى بقية العناصر المختارة للقائمة.

تاريخياً، تحمل مواجهات الطرفين إرثاً كبيراً، حيث التقى المنتخبان في اثنتي عشرة مناسبة سابقة، مالت فيها الكفة رقمياً لصالح جنوب أفريقيا بسبعة انتصارات مقابل أربعة لمصر. أما في سياق كأس الأمم الأفريقية، فقد تواجها ثلاث مرات؛ ابتسم الحظ للمصريين في نسختي 1996 و1998، وكان الفوز الأخير تتويجاً باللقب، بينما شكلت مواجهة 2019 ذكرى مؤلمة للفراعنة بعد إقصائهم من دور الستة عشر بهدف متأخر. ويسعى الجيل الحالي جاهداً لكسر حاجز النحس الذي لازمهم في النهائيات الأخيرة عامي 2017 و2021، طامحين لإعادة اللقب الثامن إلى القاهرة بعد غياب طويل منذ الحقبة الذهبية في 2010، وتعزيز صدارتهم لقائمة الأكثر تتويجاً في القارة السمراء.

يخوض المنتخب المصري هذه البطولة ضمن المجموعة الثانية التي تضم أيضاً منتخبات أنجولا وزيمبابوي. وكان الفراعنة قد استهلوا مشوارهم بانتصار ثمين وبشق الأنفس على زيمبابوي بهدفين لهدف، مما منحهم دفعة معنوية قبل صدام اليوم. ومن المقرر أن يختتم الفريق مباريات هذا الدور بمواجهة المنتخب الأنجولي في التاسع والعشرين من ديسمبر الجاري، لحسم بطاقة التأهل وترتيب المجموعة.