نجحت الدراما التلفزيونية مؤخرًا في جذب انتباه الجمهور نحو التحديات الصحية الصعبة، وهو ما ظهر جليًا في التفاعل الواسع مع أحداث مسلسل “لا ترد ولا تستبدل”. فقد برعت دينا الشربيني في نقل المعاناة اليومية لمريض القصور الكلوي الذي يجد نفسه عالقًا بين جلسات الغسيل المؤلمة وانتظار أمل التبرع، بينما عكس دور أحمد السعدني أهمية الدعم المعنوي واللوجستي الذي يقدمه المقربون في هذه الرحلة الشاقة.

وبالانتقال من الدراما إلى الواقع الطبي، يُصنف هذا المرض ضمن الحالات الدقيقة التي تستوجب انضباطًا تامًا في العلاج لتجنب تدهور الحالة الصحية. فعندما تتوقف الكلى عن أداء وظائفها الحيوية، يدخل الجسم في سلسلة من الاضطرابات المعقدة؛ إذ غالبًا ما يرتفع ضغط الدم وتتأثر صحة العظام، فضلًا عن الإصابة بفقر الدم (الأنيميا). كما قد تمتد التأثيرات لتشمل تلفًا في الأعصاب، واختلالًا في توازن الأملاح والمعادن الضرورية للجسم، وقد يصل الأمر إلى تجمع السوائل حول الرئتين، مما يفاقم الوضع الصحي.

ورغم خطورة هذه المضاعفات، فإن الإصابة بهذا المرض لا تعني بالضرورة نهاية الحياة أو اليأس التام. فالأمر مرهون بمدى التزام المريض بالتوجيهات الطبية، حيث يمكن التعايش مع الحالة والسيطرة عليها من خلال منظومة علاجية متكاملة تشمل تناول الأدوية بانتظام، وتعديل نمط الحياة، واتباع حمية غذائية صارمة تقلل من الأملاح والأطعمة الضارة. وفي المقابل، فإن التهاون في تطبيق هذه الخطة العلاجية هو ما يقود الجسم إلى مرحلة الخطر الحقيقي التي قد تنتهي بوفاة المريض.