لم يكن عام 2025 مجرد عام عابر في روزنامة مسابقات الجمال، بل شكل محطة استثنائية استطاعت فيها المرأة العربية أن تفرض حضورها بقوة وتغير المفاهيم التقليدية السائدة، حيث تحولت منصات التتويج الدولية والإقليمية إلى ساحات لاستعراض الثقافة والطموح إلى جانب الأناقة، مقدمة للعالم نموذجًا عصريًا للمرأة العربية القادرة على المنافسة وحصد الألقاب في مختلف المحافل.
وفي قلب العاصمة المصرية القاهرة، تجلى هذا الحضور بأبهى صوره عندما خطفت الشابة المغربية يسرا بوحمده الأضواء، منتزعة لقب “ملكة جمال العرب للقارات” ضمن فعاليات المسابقة العالمية المرموقة التي جمعت متنافسات من مختلف أنحاء العالم؛ فقد تميزت بوحمده، التي خاضت المنافسة ممثلة عن القارة الأوروبية، بحضور طاغٍ وكاريزما لافتة مكنتها من إقناع لجان التحكيم، لتسجل بذلك سابقة تاريخية كأول مغربية تظفر بهذا اللقب القاري، وهو إنجاز جعلها حديث منصات التواصل الاجتماعي ومحط أنظار المتابعين الذين احتفوا بهذا التفوق.
ولم يكن التتويج في تلك الليلة حكرًا على اسم واحد، بل توزعت ألقاب الجمال لتشمل طيفًا واسعًا من المشاركات العربيات القادمات من خلفيات جغرافية متنوعة، مما يعكس ثراء الجمال العربي وانتشاره؛ إذ نالت سكينة بوزيدي، القادمة من الولايات المتحدة، مركز الوصيفة الأولى، بينما حلت أميرة عبادي ممثلة عن قارة آسيا كوصيفة ثانية، في حين حصدت زينب بن مرزوق لقب أفضل عارضة، ليؤكد هذا التنوع قدرة الفتيات العربيات على التألق بغض النظر عن أماكن إقامتهن حول العالم.
وفي سياق يبرز الجانب المعنوي للجمال، برز اسم المصرية فريدة شيمي التي توجت بلقب “سفيرة الجمال العربي للعالم”، وهو لقب يحمل في طياته مسؤولية تتجاوز المظهر الخارجي؛ حيث حرصت شيمي على تقديم نفسها كصورة مشرفة لبلدها وللمرأة العربية عمومًا، معتبرة أن هذا التتويج هو بوابة للعمل المجتمعي والثقافي، وفرصة لمد جسور التواصل الإنساني، مما يضفي على اللقب صبغة حضارية ورسالة سامية.
وعلى الصعيد العالمي الأوسع، كان الحضور الفلسطيني حاضرًا بقوة وجرأة من خلال مشاركة نادين أيوب في مسابقة “ملكة جمال الكون”، في خطوة حملت الكثير من الدلالات؛ فعلى الرغم من النقاشات التي رافقت رحلتها وتتويجها المحلي، إلا أن وصولها إلى قائمة أفضل ثلاثين متسابقة عالميًا يعتبر إنجازًا يعكس الإصرار على إيصال صوت الهوية الفلسطينية إلى أبعد مدى، مستفيدة من نشأتها المتعددة الثقافات بين الغرب والشرق لتقديم صورة مركبة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، لتثبت بذلك أن المشاركات العربية في هذه المحافل الكبرى لم تعد مجرد حضور شرفي، بل منافسة حقيقية تعبر عن الكينونة والثقة.
التعليقات