يستعد المنتخب المصري لخوض مواجهة حاسمة مساء اليوم الإثنين، حيث يلتقي بنظيره الأنجولي على أرضية ملعب “أدرار” بمدينة أغادير، وذلك في إطار منافسات الجولة الأخيرة من دور المجموعات للنسخة الخامسة والثلاثين من بطولة كأس الأمم الأفريقية، التي تستمر فعالياتها حتى منتصف شهر يناير المقبل.
وبالعودة إلى السجل التاريخي لمنتخب “الغزلان السوداء”، نجد أن حضوره في العرس الأفريقي تكرر في تسع مناسبات سابقة قبل هذه البطولة، بدأت رحلتهم في نسخة 1996 بجنوب أفريقيا، وامتدت حتى النسخة الماضية التي استضافتها كوت ديفوار مطلع عام 2024. وقد شهدت مسيرة الفريق الأنجولي تباينًا ملحوظًا، إذ نجح في كسر حاجز دور المجموعات والوصول إلى ربع النهائي ثلاث مرات، كان أبرزها في النسخة الأخيرة حين تصدر مجموعته وأقصى ناميبيا قبل أن تتوقف مغامرته أمام نيجيريا، وتكرر الإنجاز ذاته في نسختي 2008 بغانا و2010 التي نظمها على أرضه، بينما ودع المنافسات من الدور الأول في ست مشاركات أخرى، مكتفيًا في بعضها بنقطة وحيدة أو نقطتين.
وعلى صعيد لغة الأرقام، خاضت أنجولا 31 مباراة في تاريخ النهائيات، حققت خلالها سبعة انتصارات لعل أبرزها الفوز الكبير على السنغال بثلاثية في 2008 وعلى ناميبيا بنفس النتيجة في 2024، في حين سقطت في فخ التعادل 13 مرة، وتجرعت مرارة الهزيمة في 11 لقاء، كانت بدايتها أمام مصر في أول ظهور لها، وآخرها الخسارة أمام “النسور الخضراء” النيجيرية. هجوميًا، نجح لاعبو أنجولا في زيارة شباك الخصوم 39 مرة، حيث افتتح كوينزينيو سجل التهديف في مرمى الفراعنة عام 1996، بينما سجل مابولولو آخر أهدافهم في النسخة الماضية، وفي المقابل اهتزت شباكهم بـ 43 هدفًا، بدأت برأسية المصري أحمد الكاس واختتمت بهدف النيجيري أديمولا لقمان.
وقد تميزت المشاركة الأنجولية الأخيرة في كوت ديفوار بكونها الأغزر تهديفيًا برصيد 9 أهداف، بينما عانى دفاع الفريق الأمرين في نسخة 1998 باستقباله 8 أهداف، وهو الرقم الأسوأ في تاريخه. ومن الناحية الفنية، تعاقب على تدريب المنتخب مزيج من المدربين الوطنيين والبرتغاليين، حيث ظهرت البصمة البرتغالية بوضوح مع أسماء مثل مانويل جوزيه وبيدرو جونكالفيز، بينما قاد المدربون المحليون الدفة في ثلاث نسخ. ومن المفارقات التحكيمية الطريفة أن مباريات أنجولا في الدور الأول لنسخة 2012 أدارها طاقم تحكيم عربي بالكامل في الجولات الثلاث.
وعلى مستوى الأداء الفردي، يتربع مانوتشو جونكالفيز على قمة الهدافين التاريخيين لمنتخب بلاده في البطولة برصيد 9 أهداف سجلها عبر ثلاث نسخ، يليه النجم فلافيو أمادو الذي أحرز 7 أهداف، منها أهداف حاسمة في مرمى منتخبات كبيرة مثل الكاميرون ومصر، بالإضافة إلى ثنائيته الشهيرة في مرمى توجو.
وفي الجهة المقابلة، يدخل منتخب “الفراعنة” البطولة بطموحات تعانق السماء، سعيًا لإنهاء سنوات عجاف لم يتذوق فيها طعم الذهب منذ الثلاثية التاريخية بقيادة حسن شحاتة في 2010. ويأمل المنتخب المصري، صاحب الرقم القياسي بسبعة ألقاب، في تعويض إخفاقاته في النهائيين اللذين خسرهما عامي 2017 و2021، والظفر بالنجمة الثامنة لتعزيز هيمنته على القارة السمراء وتوسيع الفارق مع ملاحقيه الكاميرون وغانا.
التعليقات