تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة مساء اليوم الجمعة صوب ملعب “أدرار” بمدينة أغادير المغربية، حيث يخوض المنتخب المصري مواجهة من العيار الثقيل أمام نظيره الجنوب أفريقي، وذلك ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2025. وتأتي هذه المباراة كخطوة محورية في مسيرة “الفراعنة” الساعين لانتزاع اللقب القاري الثامن، وتعزيز رقمهم القياسي كأسياد للقارة السمراء، متسلحين بتاريخ عريق وطموحات لا حدود لها لاستعادة الأمجاد.

ويدخل الجهاز الفني للمنتخب المصري، بقيادة العميد حسام حسن، هذا اللقاء معتمداً على استراتيجية تمزج بين حيوية العناصر الشابة وخبرة النجوم الكبار القادرة على حسم المواجهات الصعبة. ويسعى “العميد” إلى فرض شخصية الفريق القوية داخل المستطيل الأخضر، مستلهماً من مسيرته الأسطورية روح القتال والإصرار، بهدف إعادة الانضباط التكتيكي ومحو آثار المشاركات السابقة التي لم تلبِّ الطموحات، مؤكداً العزم على تقديم أداء يليق بمكانة مصر التاريخية.

ويمتلك المنتخب المصري إرثاً كروياً فريداً، حيث يتربع على عرش القارة برصيد سبعة ألقاب، بدأت منذ النسخ الأولى للبطولة في الخمسينيات، ووصلت ذروتها في الحقبة الذهبية خلال الألفية الجديدة. وتظل الثلاثية التاريخية المتتالية (2006، 2008، 2010) إنجازاً استثنائياً لم يتمكن أي منتخب آخر من تكراره حتى الآن، وهو ما يضع الجيل الحالي أمام مسؤولية الحفاظ على هذه الهوية القائمة على الانضباط وثقافة الفوز، لترسيخ مكانتهم كقوة عظمى لا يستهان بها في أفريقيا.

وبالنظر إلى مشوار الفريقين في النسخة الحالية، فقد استهل الفراعنة مشاركتهم السابعة والعشرين بانتصار درامي على زيمبابوي بهدفين لهدف؛ فرغم التأخر المبكر في النتيجة، تمكن عمر مرموش من إعادة التوازن بهدف التعادل، قبل أن تظهر شخصية البطل في الوقت بدل الضائع بتوقيع القائد محمد صلاح الذي خطف هدف الفوز الثمين. وعلى المنوال نفسه، حقق منتخب “البافانا بافانا” انطلاقة مشابهة في ظهوره الثاني عشر بالبطولة، حيث حسم مواجهته الافتتاحية في مراكش بنفس النتيجة (2-1)، بفضل تسديدة صاروخية بعيدة المدى من لايل فوستر منحتهم النقاط الثلاث قبل نهاية اللقاء.

وعلى صعيد التصنيف والتاريخ، يدخل المنتخب المصري المباراة وهو يحتل المركز الرابع أفريقياً، مدعوماً بسجل حافل من الإنجازات والوصافة في عدة مناسبات، بينما يحل المنتخب الجنوب أفريقي في المرتبة الحادية عشرة قارياً، طامحاً لاستعادة أمجاد لقب 1996 الوحيد في خزائنه. وتستحضر هذه المواجهة ذكريات نهائي 1998 الشهير في بوركينا فاسو، حينما تفوق الفراعنة بقيادة الراحل محمود الجوهري وحرموا جنوب أفريقيا من الحفاظ على لقبها.

ومن المقرر أن تنطلق صافرة بداية هذه القمة الكروية في تمام الساعة الخامسة مساءً بتوقيت القاهرة، حيث ستتولى الشبكة القطرية المالكة لحقوق البث الحصري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نقل أحداث اللقاء مباشرة، لتمكين الجماهير العربية من متابعة فصل جديد من فصول المنافسة القارية المثيرة.