خيم التعادل السلبي على مجريات النصف الأول من المواجهة التي جمعت المنتخب المصري بنظيره الأنجولي، حيث لم تهتز الشباك على أرضية ملعب “أدرار” بمدينة أغادير المغربية، وذلك في إطار منافسات الجولة الختامية لمرحلة المجموعات في العرس الأفريقي المقرر استمراره حتى الثامن عشر من يناير 2026.
وشهدت الدقائق الأولى من اللقاء محاولات مبكرة لكسر الجمود، كانت أخطرها لصالح الجانب الأنجولي عند الدقيقة العاشرة، حينما أرسل شيكو بانزا تمريرة عرضية زاحفة قابلها إسميفانيو كيالوندا بتصويبة قوية علت العارضة المصرية، وجاء الرد من “الفراعنة” بعد مرور عشر دقائق أخرى عبر ركلة ركنية نفذها محمود صابر، ليمررها مصطفى محمد ببراعة إلى حسام عبد المجيد الذي سدد رأسية جاورت المرمى، واستمرت المحاولات المصرية بحلول الدقيقة الخامسة والثلاثين عبر ركلة حرة نفذها أحمد فتوح، لكنها استقرت في أحضان الحارس الأنجولي.
وقبل أن يطلق الحكم صافرة نهاية الشوط، عاشت الدفاعات المصرية لحظات عصيبة كادت تسفر عن هدف محقق للمنافس، بعدما توغل شيكو بانزا وسدد كرة مرت بمحاذاة القائم الأيسر للحارس مصطفى شوبير، الذي تألق بعدها بلحظات في التصدي لتسديدة بعيدة المدى، ليحافظ على نظافة شباكه، ويدخل المنتخب المصري غرف الملابس وهو لا يزال متربعاً على قمة المجموعة الثانية بالعلامة الكاملة وضامناً لتأهله للدور ثمن النهائي، في حين يقبع المنتخب الأنجولي في وضع حرج بنقطة يتيمة حصدها من تعادله السابق مع زيمبابوي.
وعلى صعيد الخيارات الفنية، دخل الجهاز الفني للمنتخب المصري اللقاء بتشكيلة أساسية يقودها الحارس الشاب مصطفى شوبير، مدعوماً بخط دفاعي يضم أحمد عيد وحسام عبد المجيد ومحمد إسماعيل وخالد صبحي وأحمد فتوح، وفي وسط الميدان تواجد مهند لاشين بجوار إبراهيم عادل ومحمود صابر، بينما قاد الهجوم الثنائي صلاح محسن ومصطفى محمد، واحتفظ المدرب بأوراق رابحة عديدة على دكة البدلاء، أبرزهم القائد محمد صلاح وعمر مرموش وأحمد سيد زيزو ومحمود تريزيجيه، إلى جانب الحارسين أحمد الشناوي ومحمد صبحي، تحسباً لأي تطورات في الشوط الثاني.
وبالعودة إلى سجلات التاريخ، تمتلك الكرة المصرية كعباً عالياً في مواجهاتها القارية ضد أنجولا، حيث التقى الطرفان سابقاً في نسختي 1996 و2008، وانتهت كلتا المباراتين بانتصار مصري بنتيجة هدفين لهدف، وتظل مواجهة 2008 عالقة في الأذهان حينما سجل حسني عبد ربه وعمرو زكي هدفي الفوز الذي مهد الطريق حينها للمدرب القدير حسن شحاتة وكتيبته نحو التتويج باللقب القاري السادس.
وتدخل مصر هذه البطولة وهي تحمل إرثاً ثقيلاً بصفتها سيدة القارة السمراء والأكثر تتويجاً بالكأس في سبع مناسبات، متفوقة على عمالقة القارة مثل الكاميرون وغانا، كما ينفرد الفراعنة بالرقم القياسي في عدد المشاركات بالبطولة، فضلاً عن امتلاكهم لأرقام فريدة أخرى، منها المباراة الأغزر تهديفاً في تاريخ المسابقة ضد نيجيريا عام 1963، وتصدر أساطير مثل أحمد حسن وعصام الحضري قائمة اللاعبين الأكثر حصداً للألقاب، بينما يظل “المعلم” حسن شحاتة المدرب التاريخي المتوج بثلاثية متتالية لا تزال محفورة في ذاكرة الكرة الأفريقية.
التعليقات