يكثف المنتخب المصري تحضيراته الفنية والبدنية استعداداً للمواجهة المرتقبة التي ستجمعه بنظيره الجنوب إفريقي يوم الجمعة القادم على أرضية ملعب أدرار بمدينة أغادير المغربية، وذلك في إطار منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات للبطولة القارية، حيث يسعى الفراعنة لتعزيز انطلاقتهم القوية وضمان التأهل المبكر.
وفي قراءة متأنية لأوراق الخصم الملقب بـ “بافانا بافانا”، نجد أننا أمام منتخب يمتلك تاريخاً كروياً مميزاً رغم تأخر ظهوره الرسمي على الساحتين الإفريقية والدولية حتى مطلع التسعينيات بسبب ظروف الفصل العنصري، ويحتل الفريق حالياً مرتبة متقدمة إفريقياً وموقعاً جيداً في التصنيف العالمي، معتمداً على مسيرة تصفيات ناجحة تصدر فيها مجموعته بلا هزيمة، وبمعدل تهديفي عالٍ وبروز لافت للاعب تيبوهو موكوينا، كل ذلك تحت القيادة الفنية للمدرب البلجيكي الخبير هوجو بروس الذي حقق معهم نسبة انتصارات جيدة منذ توليه المهمة في عام 2021.
تعتمد القائمة الحالية لجنوب إفريقيا بشكل لافت على الانسجام المحلي، حيث ينشط السواد الأعظم من اللاعبين في الدوري المحلي، وبالأخص من فريقي ماميلودي صن داونز وأورلاندو بايرتس، مع وجود عدد محدود من المحترفين في دوريات خارجية، وقد استهل الفريق مشواره في هذه النسخة بانتصار معنوي على أنجولا، مما يعكس جاهزيتهم للمنافسة، مستندين إلى إرثهم التاريخي الذي بدأ بتتويجهم باللقب في أول مشاركة لهم عام 1996، ووصولهم للوصافة في 1998 بعد خسارتهم أمام مصر، بالإضافة إلى تحقيقهم المركز الثالث في مناسبتين.
وعند الغوص في لغة الأرقام الخاصة بمشاركات “الأولاد” في الكان، نجد أنهم خاضوا خمسين مباراة عبر تاريخهم، حققوا الفوز في ثماني عشرة منها، وتعادلوا في سبع عشرة، بينما تلقوا الخسارة في خمس عشرة مواجهة، وسجل هجومهم عدداً وافراً من الأهداف يتجاوز الخمسين، فيما استقبلت شباكهم أهدافاً قاربت ذلك الرقم، وتنوعت نتائجهم بين انتصارات عريضة أبرزها رباعية في شباك ناميبيا، وهزائم قاسية كما حدث أمام نيجيريا، وكانت النسخة التي استضافتها مصر عام 2006 هي الأسوأ في مسيرتهم حيث غادروا بلا نقاط أو أهداف.
تاريخياً، تعاقب على تدريب المنتخب الجنوب إفريقي مدارس كروية مختلفة بين الوطنية والأجنبية، ولعل أبرز الإنجازات الفردية لنجومه كانت من نصيب الهداف التاريخي بيني مكارثي، الذي توج بلقب أفضل لاعب وهداف لبطولة 1998، يليه في السجل التهديفي النجم شون بارتليت، وتظل ذكرياتهم في البطولة متباينة بين التألق وحصد الميداليات، وبين الإخفاق والخروج المبكر من الدور الأول في عدة مناسبات.
على الجانب الآخر، يدخل المنتخب المصري هذا اللقاء وفي جعبته ثلاث نقاط ثمينة حصدها بعد فوز درامي على زيمبابوي في الجولة الافتتاحية، حيث نجح رفقاء محمد صلاح في تحويل تأخرهم إلى انتصار بثنائية، ليتقاسموا صدارة المجموعة مع جنوب إفريقيا، بينما يتذيل منتخبا زيمبابوي وأنجولا الترتيب بلا رصيد، مما يجعل المباراة القادمة حاسمة لفض الاشتباك على القمة.
ويدخل الفراعنة البطولة بقائمة مدججة بالنجوم في كافة المراكز، بدءاً من حراسة المرمى التي يقودها محمد الشناوي وزملاؤه، مروراً بخط دفاع صلب يضم عناصر مثل محمد هاني ورامي ربيعة وأحمد فتوح، ووسط ملعب يجمع بين الخبرة والشباب بوجود مروان عطية وإمام عاشور وتريزيجيه وزيزو، وصولاً إلى خط هجوم ناري يتصدره القائد محمد صلاح وعمر مرموش ومصطفى محمد، حيث يطمح هذا الجيل لاستعادة اللقب الإفريقي الغائب عن خزائن الكرة المصرية منذ عام 2010، وتعزيز الرقم القياسي المسجل باسم مصر كأكثر المنتخبات تتويجاً بالكأس السمراء.
التعليقات