يستهل المنتخب المصري مشواره القاري الليلة بمواجهة هامة تجمعه بنظيره الزيمبابوي في تمام الساعة العاشرة مساءً، وذلك في مستهل مبارياته ضمن بطولة أمم أفريقيا 2025 التي تحتضنها الملاعب المغربية. وتمتد منافسات هذه النسخة الاستثنائية بدءًا من الحادي والعشرين من ديسمبر الحالي لتستمر حتى منتصف يناير من العام 2026، حيث يدخل “الفراعنة” السباق بطموحات متجددة وعزيمة قوية لمعانقة الذهب واستعادة السيطرة على العرش الأفريقي.

وبالنظر إلى مسار المنافس، فقد حجزت زيمبابوي مقعدها في هذه النهائيات بعد حلولها في وصافة مجموعتها بالتصفيات خلف الكاميرون المتصدرة، حيث جمعت تسع نقاط حصيلة فوزين وثلاثة تعادلات مقابل كبوة وحيدة، وسجل هجومها ستة أهداف كان نصيب الأسد منها للاعب والتر موسونا بهدفين، بينما استقبلت شباكهم أربعة أهداف. وعلى النقيض تماماً، عانى المنتخب الزيمبابوي من تعثر شديد في تصفيات كأس العالم، إذ تذيل ترتيب مجموعته دون تحقيق أي انتصار، مكتفياً بخمس نقاط من تعادلات وخسائر، وسجل لاعبوه خمسة أهداف فقط طوال التصفيات، برز خلالها تاواندا تشيريوا كأبرز المسجلين.

وعلى صعيد المواجهات التاريخية والخبرة، تمتلك الكرة المصرية كعباً عالياً، لا سيما في اللقاءات الافتتاحية ضد زيمبابوي، إذ التقى الطرفان مرتين سابقاً في بداية العرس الأفريقي، وحسمهما الفراعنة لصالحهم في نسختي 2004 و2019. ولا تقتصر الأرقام القياسية للمصريين عند هذا الحد، فهم الأكثر حضوراً وخوضاً للمباريات في تاريخ البطولة بإجمالي 111 مباراة، كما يحتفظون بذكرى تاريخية فريدة تتمثل في تحقيق أكبر نتيجة فوز في سجلات “الكان”، حينما تفوقوا على نيجيريا بستة أهداف لثلاثة في نهائيات عام 1963.

ويدخل أبناء النيل هذه المعركة القارية وعينهم مصوبة نحو اقتناص “النجمة الثامنة”، طامحين لكسر سوء الطالع الذي لازمهم في الخطوات الأخيرة بنسختي 2017 و2021 أمام الكاميرون والسنغال توالياً. ويمني الجمهور المصري النفس باستحضار روح الجيل الذهبي الذي هيمن على القارة لثلاث دورات متتالية تحت قيادة المعلم حسن شحاتة حتى عام 2010، وذلك لتعزيز صدارتهم التاريخية لقائمة الأكثر تتويجاً باللقب القاري برصيد سبع بطولات، والحفاظ على الفارق مع أقرب ملاحقيهم، منتخبي الكاميرون وغانا.