عقب البداية المبشرة وانتزاع ثلاث نقاط ثمينة في مستهل المشوار القاري، تتجه أنظار الجماهير والجهاز الفني للمنتخب المصري صوب التحديات المقبلة، حيث يعكف الجميع حالياً على التحضير للموقعة المرتقبة أمام منتخب جنوب إفريقيا، والمقرر إقامتها يوم الجمعة القادم على أرضية ملعب أدرار بمدينة أغادير المغربية، في إطار منافسات الجولة الثانية التي ستكون حاسمة في رسم ملامح التأهل، تليها مواجهة أخرى لا تقل أهمية أمام أنجولا يوم الاثنين، مما يبقي صراع الصدارة مشتعلاً حتى اللحظات الأخيرة.
وكانت الكتيبة المصرية قد أظهرت شخصية قوية في الجولة الافتتاحية، حينما نجحت في تحويل تأخرها بهدف أمام زيمبابوي إلى فوز مستحق بثنائية حملت توقيع الثنائي المحترف عمر مرموش ومحمد صلاح، ليتقاسم الفراعنة بذلك قمة المجموعة مع منتخب “الأولاد” برصيد ثلاث نقاط لكل منهما، بينما يتذيل منتخبا زيمبابوي وأنجولا الترتيب بلا رصيد، وهو ما يجعل المواجهة المباشرة القادمة بمثابة فض اشتباك على الزعامة.
وتضع الحسابات الفنية “الفراعنة” أمام ثلاثة سيناريوهات متباينة لمسارهم في دور الـ16 بناءً على ترتيبهم النهائي في المجموعة؛ ففي حال نجاحهم في حسم الصدارة، سيحظى الفريق بميزة الاستقرار والبقاء في مدينة أغادير لمواجهة أحد المنتخبات التي تحتل المركز الثالث في المجموعات الأولى أو الثالثة أو الرابعة يوم 5 يناير، أما السيناريو الثاني فيتمثل في التأهل كوصيف، وحينها ستضطر البعثة لحزم حقائبها والتوجه إلى العاصمة الرباط للعب على ملعب “البريد” يوم 4 يناير، في مواجهة محفوفة بالمخاطر ضد وصيف المجموعة السادسة، والذي يُتوقع أن يكون أحد عمالقة القارة مثل الكاميرون أو كوت ديفوار، ما لم تحدث مفاجآت من الجابون.
ويبقى السيناريو الثالث هو الأكثر تعقيداً وصعوبة، حيث يفرض على المنتخب المصري، في حال تأهله ضمن أفضل ثوالث، الانتقال شمالاً إلى مدينة طنجة يوم 3 يناير، ليصطدم بمتصدر المجموعة الرابعة، وتشير التوقعات بقوة إلى أن هذا الخصم سيكون منتخب السنغال “أسود التيرانجا”، مما يجعل تجنب هذا المسار هدفاً استراتيجياً للجهاز الفني لضمان طريق أكثر سلاسة نحو الأدوار المتقدمة.
ويعول الجهاز الفني في هذه المهمة الوطنية على قائمة مدججة بالنجوم وتجمع بين الخبرة والشباب، حيث يتولى حماية العرين كل من محمد الشناوي وأحمد الشناوي بجانب مصطفى شوبير ومحمد صبحي، بينما يضم خط الدفاع عناصر بارزة مثل محمد هاني، رامي ربيعة، ياسر إبراهيم، وأحمد فتوح، بالإضافة إلى أحمد عيد وخالد صبحي ومحمد إسماعيل وحسام عبد المجيد ومحمد حمدي، وفي وسط الميدان تتواجد خيارات تكتيكية متنوعة بوجود مروان عطية، حمدي فتحي، إمام عاشور، وأحمد سيد زيزو، مدعومين بمهند لاشين ومحمود صابر ومحمد شحاتة، أما القوة الضاربة الهجومية فيقودها القائد محمد صلاح وعمر مرموش ومصطفى محمد، إلى جانب محمود تريزيجيه ومصطفى فتحي وإبراهيم عادل، والخيارات البديلة المتمثلة في صلاح محسن وأسامة فيصل.
ويسعى الجيل الحالي من اللاعبين إلى كتابة تاريخ جديد واستعادة أمجاد الكرة المصرية، واضعين نصب أعينهم هدفاً وحيداً هو الظفر بالنجمة الثامنة، لكسر حاجز الصيام عن التتويج الذي استمر قرابة خمسة عشر عاماً منذ آخر لقب حققه أبناء النيل في نسخة أنجولا 2010، ليعود الكأس مجدداً إلى أحضان أكثر منتخبات القارة تتويجاً به.
التعليقات