تسيطر حالة من الترقب على أروقة معسكر المنتخب المصري في الأراضي المغربية، حيث لا يزال ملف التشكيل الأساسي يشغل بال الجهاز الفني بقيادة حسام حسن قبل ساعات من انطلاق المشوار القاري. وتتمحور الحيرة الفنية حالياً حول هوية اللاعب الذي سيشغل الجبهة اليسرى، إذ لم يتم الاستقرار بشكل نهائي على الاسم المختار للمشاركة في المباراة الافتتاحية. وتدور المفاضلة بين خيارين؛ الأول يعتمد على الحلول الهجومية التي يقدمها أحمد فتوح، والثاني يميل إلى الانضباط الدفاعي الذي يتميز به محمد حمدي، حيث يسعى المدرب للوصول إلى توليفة تكتيكية تضمن تحصين الخط الخلفي، وفي الوقت ذاته تتيح إرسال العرضيات المتقنة لاستغلال تميز المهاجمين في ألعاب الهواء.

ويستعد “الفراعنة” لقص شريط مشاركتهم في النسخة الخامسة والثلاثين من البطولة القارية ضمن منافسات المجموعة الثانية، حين يواجهون منتخب زيمبابوي على أرضية ملعب “أدرار” بمدينة أكادير. ويدخل أبناء النيل هذا اللقاء مدعومين بسجل تاريخي حافل وتفوق معنوي كاسح، حيث تكشف لغة الأرقام عن هيمنة مصرية واضحة خلال اللقاءات الأربعة عشر السابقة التي جمعت الطرفين، إذ نجح المنتخب المصري في فرض كلمته وتحقيق الانتصار في ثماني مناسبات، بينما حسم التعادل نتيجة أربع مباريات، ولم يتذوق طعم الخسارة سوى في مواجهة وحيدة ونادرة تعود لتصفيات كأس العالم في مطلع تسعينيات القرن الماضي.

وعلى صعيد الفاعلية التهديفية، يتفوق الهجوم المصري بوضوح بعد أن زار شباك منافسه إحدى وعشرين مرة، مقابل استقبال أحد عشر هدفاً فقط عبر تاريخ مواجهاتهم. وبالنظر إلى اللقاءات التي جمعت المنتخبين تحت مظلة كأس الأمم الأفريقية تحديداً، يُعد هذا النزال هو الثالث من نوعه؛ فقد سبق للمصريين حسم الموعدين السابقين لصالحهم، كانت الأولى في نسخة تونس 2004 حين قلبوا تأخرهم إلى فوز بثنائية، وتكرر المشهد في افتتاح نسخة 2019 بالقاهرة بهدف نظيف، مما يعزز الثقة لدى الجانب المصري في مواصلة سلسلة الانتصارات مع بداية رحلة المنافسة على اللقب في المغرب.