نجح المنتخب المصري في حجز أولى بطاقات العبور إلى ثمن نهائي العرس الأفريقي الذي تحتضنه الملاعب المغربية، وذلك عقب انتزاعه انتصاراً شاقاً وثميناً أمام نظيره الجنوب أفريقي بهدف دون رد. جاءت هذه المباراة ضمن فعاليات المرحلة الثانية من دور المجموعات، وشهدت أحداثاً درامية تمثلت في اضطرار الفراعنة لخوض الشوط الثاني كاملاً بعشرة لاعبين فقط، بعد إشهار البطاقة الحمراء في وجه الظهير محمد هاني في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول إثر تدخل قوي ضد اللاعب تيبوهو موكوينا.

ويدين الفراعنة بالفضل في هذا الفوز لقائدهم محمد صلاح، الذي تمكن من هز الشباك عبر ركلة جزاء نفذها بنجاح في الدقيقة الخامسة والأربعين، ليرفع بذلك رصيده التهديفي في النسخة الحالية إلى هدفين، ويصل بإجمالي أهدافه في تاريخ مشاركاته بالبطولة إلى الرقم تسعة، معززاً موقعه في المركز الثالث لقائمة الهدافين التاريخيين للمنتخب الوطني. هذا الصمود الدفاعي والفعالية الهجومية منحا مصر الأسبقية لتكون أول الواصلين إلى دور الستة عشر.

وفيما يخص الخطوة المقبلة، يترقب المنتخب المصري موعد مباراته في دور الـ16 المقرر إقامتها يوم الاثنين الخامس من يناير القادم، حيث يفرض نظام البطولة عليه مواجهة أحد المنتخبات التي ستحتل المركز الثالث في المجموعات الأولى أو الثالثة أو الرابعة. هذا المسار يمنح الجهاز الفني فرصة لقراءة الخصوم المحتملين والاستعداد الجيد لمرحلة خروج المغلوب.

وإذا ما نجح أبناء النيل في تجاوز عقبة ثمن النهائي، فإن الطريق نحو اللقب سيصبح أكثر وعورة؛ إذ تنتظرهم مواجهة محتملة في ربع النهائي يوم السبت 10 يناير 2026 أمام الفائز من لقاء متصدر المجموعة السادسة ووصيف المجموعة الخامسة. هذه الحسابات تفتح الباب أمام سيناريوهات مثيرة، قد تتضمن “ديربي” عربي خالص ضد المنتخب الجزائري، أو صداماً كلاسيكياً مع قوى عظمى مثل كوت ديفوار أو الكاميرون. وفي حال الاستمرار حتى المربع الذهبي، تلوح في الأفق مواجهة متجددة مع المنتخب السنغالي، المرشح الأقوى لتصدر مجموعته، مما يعد بمنافسات شرسة في الأدوار المتقدمة.