تتجه الأنظار صوب المواجهة المرتقبة التي ستجمع المنتخب المصري بنظيره الجنوب أفريقي يوم الجمعة، وسط حالة من التفاؤل تستند إلى سجل تاريخي مميز للفراعنة في الجولات الثانية من دور المجموعات القاري. اعتاد المنتخب الوطني على استعادة التوازن أو تعزيز انطلاقته في هذه المرحلة تحديداً، وهو ما يمثل دافعاً نفسياً كبيراً للفريق من أجل تحقيق نتيجة إيجابية تعزز من حظوظه في البطولة الحالية.

وبالعودة إلى الأرشيف القريب، نجد أن المنتخب المصري تمكن من حصد نتائج لافتة في ثاني مبارياته بالبطولة خلال النسخ الأربع الأخيرة التي تواجد فيها، حيث حقق الانتصار في ثلاث مناسبات، بينما اكتفى بالتعادل في مواجهة وحيدة كانت أمام غانا بهدفين لمثلهما في النسخة الماضية. وقبل ذلك، نجح الفراعنة في تخطي عقبات غينيا بيساو، والكونغو الديمقراطية، وأوغندا بشباك نظيفة، وتؤكد هذه الإحصائيات امتلاك الفريق قدرة عالية على التعامل مع ضغوط الجولة الثانية وتصحيح المسار لضمان العبور إلى الأدوار الإقصائية.

ويدخل الفراعنة اللقاء القادم منتشين بانتصار درامي تحقق في مستهل المشوار على حساب زيمبابوي بهدفين مقابل هدف، في موقعة صعبة أدارها الحكم السنغالي عيسى سي على ملعب “أدرار”. ورغم الصدمة المبكرة بتلقي هدف مباغت عن طريق برينس دوبي، أظهر اللاعبون تماسكاً كبيراً، حيث تمكن عمر مرموش من إعادة المباراة لنقطة الصفر بتسجيل هدف التعادل -وهو هدفه الدولي التاسع- قبل أن يتقمص القائد محمد صلاح دور المنقذ ويخطف نقاط المباراة الثلاث بهدف حاسم في اللحظات القاتلة من الوقت بدل الضائع.

يتقاسم المنتخب المصري حالياً صدارة مجموعته مع منافسه القادم “الأولاد”، الذي تفوق بدوره على أنجولا بنفس النتيجة، مما يجعل لقاء الجمعة بمثابة قمة لفك الاشتباك على الصدارة. وفي إطار التحضيرات لهذه الموقعة، كثف الجهاز الفني بقيادة حسام حسن من الجرعات المعنوية والخططية، حيث شهدت التدريبات اجتماعات مكثفة طالب فيها “العميد” لاعبيه بضرورة التحلي بالتركيز التام والانضباط التكتيكي. وشدد المدرب على أن الجماهير تنتظر الكثير من هذا الجيل، مؤكداً أن حسم بطاقة التأهل يتطلب استغلال أنصاف الفرص وإظهار شخصية البطل الحقيقية في مواجهة المنافسين المباشرين.