يستهل المنتخب المصري مشواره القاري الليلة بمواجهة هامة أمام نظيره الزيمبابوي، وذلك في إطار انطلاق منافسات المجموعة الأولى من العرس الأفريقي الذي تحتضنه المملكة المغربية. وتنطلق صافرة البداية في تمام العاشرة مساءً، معلنةً بدء رحلة البحث عن المجد الضائع في البطولة التي تمتد منافساتها حتى الثامن عشر من يناير لعام 2026، حيث تتجه الأنظار صوب “الفراعنة” في سعيهم الحثيث للعودة من جديد إلى منصات التتويج.

وعلى صعيد لغة الأرقام، تبدو الكفة مائلة بوضوح لصالح الجانب المصري الذي يتفوق بكتيبة مدججة بالنجوم تبلغ قيمتها السوقية أضعاف نظيرتها في زيمبابوي. ويتربع عمر مرموش، مهاجم مانشستر سيتي، على رأس قائمة الأغلى في التشكيلة، يليه القائد محمد صلاح نجم ليفربول، ثم يأتي محمود حسن تريزيجيه بقميص النادي الأهلي، مما يعكس الفارق الكبير في الإمكانيات الفنية والمادية بين الطرفين، إذ لا تتجاوز القيمة الإجمالية للمنافس حاجز الإحد عشر مليون يورو بقليل، مقابل ما يزيد عن مائة وستة وثلاثين مليون يورو للمصريين.

وبالعودة إلى دفاتر التاريخ، نجد أن الحظ طالما ابتسم لأبناء النيل في مواجهاتهم الافتتاحية ضد زيمبابوي تحديداً؛ فقد سبق والتقى الطرفان في ضربة البداية مرتين خلال تاريخ البطولة، كانت الغلبة فيهما لمصر، الأولى في نسخة 2004 بتونس، والثانية في نسخة 2019 بالقاهرة، مما يمنح الفريق دافعاً معنوياً قوياً لتكرار السيناريو وحصد النقاط الثلاث في مستهل المشوار.

ويمتلك المنتخب المصري إرثاً تاريخياً ثقيلاً يضعه دائماً في دائرة المرشحين، فهو صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب برصيد سبع بطولات، متفوقاً على أقرب ملاحقيه الكاميرون وغانا. كما يحتفظ الفراعنة بذكرى فريدة تتمثل في تحقيق أكبر فوز في تاريخ النهائيات، حينما أمطروا شباك نيجيريا بستة أهداف مقابل ثلاثة في حقبة الستينيات.

ويدخل الفريق هذه النسخة وعينه على اقتناص النجمة الثامنة، آملاً في طي صفحة السنوات العجاف التي تلت الحقبة الذهبية للملمعم حسن شحاتة وإنجاز الثلاثية التاريخية المتتالية. وتسود رغبة عارمة لدى اللاعبين لتعويض الجماهير عن مرارة خسارة اللقب في المحطة الأخيرة بنسختي 2017 و2021، واستعادة الزعامة الكروية في القارة السمراء بعد غياب استمر منذ عام 2010.