حسم المنتخب المصري صدارته للمجموعة الثانية مؤكدًا جدارته بالعبور إلى ثمن نهائي العرس الأفريقي المقام حاليًا بالمغرب، وذلك بعد أن انتهت مواجهته ضد نظيره الأنجولي بالتعادل السلبي دون أهداف على أرضية ملعب “أدرار” بمدينة أغادير. وبهذه النتيجة، رفع “الفراعنة” رصيدهم إلى سبع نقاط جمعوها من انتصارين سابقين على جنوب إفريقيا وزيمبابوي، ليضمنوا التأهل في المركز الأول، في حين تعقدت حسابات المنتخب الأنجولي الذي توقف رصيده عند نقطتين فقط، لتصبح آماله في اللحاق بركب المتأهلين كأحد أفضل أصحاب المركز الثالث ضئيلة للغاية وتعتمد على بقية نتائج المجموعات.

وشهدت مجريات اللقاء ندية واضحة ومحاولات متبادلة، حيث بادر الجانب الأنجولي بالهجوم مبكرًا عبر كرة عرضية خطيرة أنهاها جاسبار بتسديدة علت العارضة، ليرد المنتخب المصري بمحاولات اعتمدت في أغلبها على الكرات الثابتة، كان أخطرها جملة تكتيكية انتهت برأسية من حسام عبد المجيد مرت بسلام على مرمى الخصم. واستمر السجال في الشوط الأول بمحاولات لم تكتمل من الجانبين، حيث تألق الحارس مصطفى شوبير في الزود عن مرماه وأحبط محاولة خطيرة للمهاجم شيكو بانزا، لينتهي النصف الأول من المباراة بشباك نظيفة.

ومع انطلاق الشوط الثاني، سارع الجهاز الفني للفراعنة بقيادة حسام حسن إلى تنشيط الصفوف بإجراء تغييرات هجومية ودفاعية، حيث دفع بأحمد سيد “زيزو” ومصطفى فتحي وياسر إبراهيم لتعزيز السيطرة الميدانية. ورغم هذه التغييرات، كاد المنتخب الأنجولي أن يباغت الجميع بهدف التقدم، إلا أن القائم تعاطف مع الفراعنة وتصدى لركلة حرة نفذها فريدي ببراعة، كما واصل شوبير تألقه في التصدي لتسديدات بعيدة المدى. وتخلل هذا الشوط تبديل اضطراري بخروج مهند لاشين مصابًا ونزول محمد شحاتة، وكاد زيزو أن يخطف نقاط المباراة كاملة بتسديدة قوية في الدقائق الأخيرة، لكن يقظة الحارس الأنجولي أبقت النتيجة على حالها حتى صافرة النهاية.

وقد خاض المنتخب المصري هذه المواجهة بتشكيل شهد بعض التغييرات لمنح الفرصة لعدد من العناصر، حيث تواجد مصطفى شوبير في حراسة المرمى، وأمامه خط دفاعي مكون من أحمد عيد ومحمد إسماعيل وحسام عبد المجيد وأحمد فتوح، وفي الوسط والهجوم شارك كل من مهند لاشين، إبراهيم عادل، محمود صابر، صلاح محسن، ومصطفى محمد، بينما ضمت قائمة البدلاء أسماءً من العيار الثقيل مثل محمد صلاح وعمر مرموش وتريزيجيه، الذين فضل المدرب إراحتهم أو الدفع ببعضهم حسب مجريات اللعب.

ويأتي هذا التأهل ليضاف إلى السجل الذهبي للمنتخب المصري، سيد القارة السمراء وصاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بسبعة ألقاب، متفوقًا على عمالقة القارة مثل الكاميرون وغانا. ولا يقتصر تفوق الفراعنة على الألقاب فحسب، بل يمتد لكونهم الأكثر مشاركة في تاريخ البطولة، ويمتلكون أرقامًا قياسية فريدة، منها أكبر عدد من الأهداف في مباراة واحدة، وسيطرة أساطيرهم كأحمد حسن وعصام الحضري على الأرقام الفردية، بالإضافة إلى الإنجاز التاريخي للمدرب حسن شحاتة المتوج باللقب ثلاث مرات متتالية، مما يجعل سقف الطموحات مرتفعًا دائمًا في كل مشاركة مصرية.