أنهى المنتخب المصري تحضيراته الأخيرة قبل التوجه إلى المغرب لخوض غمار المنافسات القارية بانتصار معنوي وفني كبير، حيث تمكنت كتيبة المدرب حسام حسن من التغلب على المنتخب النيجيري القوي بهدفين مقابل هدف واحد. وتعد هذه المواجهة بمثابة الاختبار النهائي للفراعنة قبل انطلاق البطولة المرتقبة في الأسابيع المقبلة، مما منح الفريق وجهازه الفني دفعة هائلة من الثقة والاطمئنان، لا سيما وأن الفوز جاء على حساب وصيف النسخة الماضية وأحد أبرز المرشحين لللقب، وذلك قبل أيام قليلة من ضربة البداية أمام زيمبابوي في مدينة أغادير.

ويحمل هذا الفوز دلالات تاريخية ورقمية هامة، إذ نجح الفراعنة في فك الاشتباك التاريخي مع “النسور الخضر”، مرجحين كفتهم بتحقيق الانتصار الثامن في تاريخ مواجهات الفريقين المباشرة، كاسرين بذلك حالة التكافؤ التي كانت سائدة بسبعة انتصارات لكل طرف. كما استعاد الفريق نغمة الفوز في المباريات الودية التي غابت عنه في التجارب الأخيرة، ليحقق الجهاز الفني الحالي ما عجز عنه مدربون أجانب سابقون، مثل خافيير أجيري وكارلوس كيروش، اللذين تذوقا مرارة الخسارة أمام المنافس ذاته في مناسبات سابقة، ليعود المنتخب المصري لتحقيق الفوز على نيجيريا لأول مرة منذ قرابة تسع سنوات.

وعلى صعيد الأداء الجماعي، أثبت المنتخب المصري امتلاكه لشخصية قوية ومنظومة لا تعتمد فقط على الأسماء الرنانة، حيث تحقق هذا التفوق رغم غياب أبرز النجوم المحترفين وقادة الفريق في مختلف الخطوط. هذا الأداء الجماعي تزامنت معه مكاسب فردية عديدة، أبرزها الاطمئنان الكامل على جاهزية إمام عاشور للمشاركة في المعترك الأفريقي بعد تعافيه من الإصابة التي أبعدته طويلاً، مما يضيف خياراً تكتيكياً هاماً لخط الوسط.

وفيما يخص الفاعلية الهجومية، شهد اللقاء عودة المهاجم مصطفى محمد لهز الشباك دولياً كاسراً صياماً تهديفياً استمر لقرابة عامين، بتسجيله هدف الحسم، بينما احتفل اللاعب الشاب محمود صابر بتدوين أول أهدافه بقميص المنتخب الأول، مكافئاً مدربه على الثقة التي منحه إياها. وتأتي هذه النتائج لتؤكد التطور الرقمي الملحوظ للفريق تحت القيادة الفنية الحالية، حيث تعكس إحصائيات الفوز والأهداف المسجلة تحسناً كبيراً مقارنة بالفترة السابقة التي عانى فيها المنتخب من العقم التهديفي وغياب الانتصارات في المباريات الرسمية الحاسمة.