يستعد ملعب “أدرار” بمدينة أغادير المغربية لاحتضان مواجهة كروية تجمع بين المنتخب المصري ونظيره الأنجولي مساء اليوم الاثنين، وذلك في ختام منافسات دور المجموعات للنسخة الحالية من بطولة الأمم الأفريقية التي تستمر فعالياتها بالمغرب حتى الثامن عشر من يناير 2026. وتأتي هذه المباراة في وقت ضمن فيه “الفراعنة” تذكرة العبور مبكرًا إلى ثمن النهائي بعد تربعهم على قمة المجموعة الثانية بالعلامة الكاملة من انتصارين، في حين يدخل المنتخب الأنجولي اللقاء وفي جعبته نقطة يتيمة حصدها من تعادل سابق مع زيمبابوي، مما يجعل موقفه أكثر تعقيدًا.

وقد قرر الجهاز الفني للمنتخب المصري استغلال حالة الارتياح الناتجة عن حسم التأهل لمنح الفرصة لوجوه جديدة تظهر لأول مرة في المعترك الأفريقي، حيث تشهد التشكيلة الأساسية مشاركة الحارس مصطفى شوبير في ظهوره القاري الأول، إلى جانب أسماء شابة في الخط الخلفي مثل أحمد عيد، محمد إسماعيل، وخالد صبحي، مما يعكس رغبة المدرب في توسيع قاعدة الخيارات المتاحة واختبار عناصر جديدة في أجواء المنافسات الرسمية الكبرى.

وجاءت اختيارات الجهاز الفني لتشكيلة البداية بمزيج يعتمد على العناصر التي لم تشارك بصفة مستمرة، حيث يتواجد حسام عبد المجيد وأحمد فتوح في الدفاع، بينما يقود خط الوسط الثلاثي مهند لاشين، إبراهيم عادل، ومحمود صابر، وتُعقد الآمال الهجومية في هذا اللقاء على الثنائي صلاح محسن ومصطفى محمد. وعلى الجانب الآخر، يحتفظ المدرب بكتيبة من النجوم على مقاعد البدلاء كورقة رابحة عند الضرورة، تضم قادة الفريق وأبرز نجومه مثل محمد صلاح، عمر مرموش، محمود حسن “تريزيجيه”، وأحمد سيد “زيزو”، بالإضافة إلى الحارسين أحمد الشناوي ومحمد صبحي، وبقية رفاقهم من أعمدة الفريق الأساسية.

وبالعودة إلى صفحات التاريخ، نجد أن الكفة تميل بوضوح لصالح أبناء النيل في مواجهاتهم القارية المباشرة مع “الغزلان السوداء”، حيث التقى الطرفان مرتين سابقتين في العرس الأفريقي، انتهت كلاهما بانتصار مصري بنتيجة واحدة قوامها هدفان لهدف. كانت المواجهة الأولى في افتتاح مشوار نسخة 1996 بجنوب أفريقيا وشهدت تألق النجم أحمد الكاس، بينما تجدد اللقاء في ربع نهائي نسخة غانا 2008، حينما حسمت أهداف حسني عبد ربه وعمرو زكي بطاقة العبور لمصر، في بطولة توج بها الفراعنة لاحقًا تحت قيادة “المعلم” حسن شحاتة، الذي سطر اسمه بحروف من ذهب كأحد أكثر المدربين حصدًا للقب القاري بثلاثة تتويجات متساوياً مع الغاني تشارلز جيامفي.

ولا تقتصر هيمنة الكرة المصرية على المواجهات المباشرة فحسب، بل تمتد لتشمل الأرقام القياسية للبطولة ككل؛ فالمنتخب المصري يتربع منفردًا على عرش القارة السمراء بصفته الأكثر تتويجًا بسبعة ألقاب، متفوقًا على أقرب منافسيه الكاميرون وغانا. كما يُعزز الفراعنة رقمهم القياسي في عدد المشاركات بالظهور السادس والعشرين في المغرب، في حين يغيب المنتخب الغاني عن المشهد هذه المرة. وتزين السجلات المصرية أرقام فردية مميزة، حيث يتقاسم الثنائي التاريخي أحمد حسن وعصام الحضري الرقم القياسي كأكثر اللاعبين فوزًا بالكأس في أربع مناسبات، فضلاً عن امتلاك مصر لأعلى معدل تهديفي في مباراة واحدة بتاريخ البطولة منذ فوزها العريض على نيجيريا بستة أهداف مقابل ثلاثة في ستينيات القرن الماضي.