على الأراضي المغربية، وتحديدًا في ملعب أدرار بمدينة أغادير، تتجه الأنظار صوب المواجهة المرتقبة التي تجمع بين المنتخب المصري ونظيره الجنوب أفريقي، في أمسية كروية تندرج ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة، حيث يسعى كلا الطرفين لتعزيز موقفهما في البطولة القارية مساء اليوم الجمعة.
ويدخل “الفراعنة” هذا اللقاء متسلحين بتاريخ عريض من الهيمنة الرقمية على “الكان”، إذ يتربع المنتخب المصري على عرش القارة كأكثر المنتخبات خوضًا للمباريات في تاريخ المسابقة بواقع 112 مواجهة، متفوقًا بفارق مريح على أقرب ملاحقيه مثل كوت ديفوار وغانا ونيجيريا، كما تمتلك مصر الرقم القياسي في عدد الانتصارات بـ 61 فوزًا، فضلًا عن كونها الأكثر غزارة تهديفية برصيد 177 هدفًا، وهو ما يعكس الشخصية القوية للفريق عبر العصور.
ولا تقتصر الأرقام القياسية لمصر على المشاركة والتهديف فحسب، بل تمتد لتشمل منصات التتويج، حيث يحمل المنتخب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالكأس السمراء برصيد 7 ألقاب، متقدمًا على الكاميرون وغانا، كما ينفرد الفراعنة بكونهم الأكثر ظهورًا في النهائيات بـ 26 مشاركة، وهو رقم يعزز مكانتهم كأسياد للقارة، خاصة مع غياب بعض المنافسين التقليديين عن النسخة الحالية.
وفي سجلات الأهداف الخالدة، تحتفظ الذاكرة الكروية بالمباراة التاريخية التي جمعت مصر ونيجيريا عام 1963، والتي شهدت تسجيل 9 أهداف كاملة وانتهت بفوز كاسح للفراعنة بنتيجة 6-3، وهي المباراة التي شهدت حدثًا فريدًا بتسجيل لاعبين من مصر “هاتريك” في لقاء واحد، وهما حسن الشاذلي ومحمد مرسي حسين، ليكون المنتخب المصري هو الوحيد الذي يمتلك 5 لاعبين مختلفين سجلوا ثلاثيات في تاريخ البطولة.
وعلى الصعيد الفردي، يبرز اسما “الصقر” أحمد حسن والسد العالي عصام الحضري كأكثر اللاعبين معانقة للكأس في التاريخ بـ 4 ألقاب لكل منهما، بينما يظل “المعلم” حسن شحاتة أيقونة تدريبية لا تُمس بكونه المدرب الأكثر تتويجًا، محققًا ثلاثية تاريخية متتالية، فيما يحمل الحضري رقمًا صامدًا كأكبر لاعب يشارك في البطولة سنًا، ولا ينسى التاريخ الجنرال الراحل محمود الجوهري الذي حقق إنجازًا نادرًا بالفوز باللقب لاعبًا ومدربًا، وهو شرف لم يشاركه فيه سوى النيجيري ستيفن كيشي.
وفيما يخص النسخة الحالية، يطمح رفاق محمد صلاح إلى استعادة الأمجاد الغائبة منذ أكثر من عقد، ومحاولة تعويض خسارة النهائي في نسختي 2017 و2021، وقد استهل الفريق مشواره بفوز شاق ومهم على زيمبابوي بعد “ريمونتادا” قادها صلاح ومرموش، ليحصدوا أول ثلاث نقاط، وهو نفس الرصيد الذي يمتلكه منتخب “الأولاد” الذي حقق بدوره انتصارًا ثمينًا في الجولة الافتتاحية، مما يجعل مواجهة اليوم صراعًا مباشرًا على قمة المجموعة.
ومن المنتظر أن تنطلق صافرة البداية في تمام الساعة الخامسة مساءً بتوقيت القاهرة، حيث ستكون الجماهير العربية على موعد مع وجبة كروية دسمة يتم نقلها حصريًا عبر الشبكات التلفزيونية المالكة لحقوق البث في الشرق الأوسط، لمتابعة فصل جديد من الصراع الكروي بين شمال القارة وجنوبها.
التعليقات