أسدل الستار على أحداث الشوط الأول من المواجهة النارية التي تجمع المنتخب المصري بنظيره الجنوب أفريقي، والتي يحتضنها ملعب “أدرار” ضمن منافسات الجولة الثانية لدور المجموعات في بطولة الأمم الأفريقية المقامة حاليًا بالمغرب، حيث نجح “الفراعنة” في إنهاء النصف الأول من اللقاء متقدمين بهدف دون رد، جاء بتوقيع القائد محمد صلاح من علامة الجزاء في الدقائق الأخيرة.
سيطرت حالة من التحفظ التكتيكي على مجريات اللعب في البداية، حيث فضل المنتخب المصري تأمين مناطقه الخلفية مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة عبر انطلاقات صلاح ومرموش، ورغم ندرة الفرص المحققة، كاد صلاح أن يفتتح التسجيل مبكرًا في الدقيقة 12 بعد تمريرة متقنة من محمد هاني، إلا أن الكرة مرت بسلام على دفاعات “البافانا بافانا”. وتصاعدت حدة اللعب البدني، مما دفع الحكم البوروندي لإشهار البطاقة الصفراء في وجه موكوينا لاعب جنوب أفريقيا لتدخله القوي ضد عمر مرموش، الذي رد بتسديدة قوية من ركلة حرة جانبت القائم.
وفي المقابل، شكل منتخب جنوب أفريقيا خطورة حقيقية حينما استغل اللاعب فوستر هفوة دفاعية ليخطف الكرة من ياسر إبراهيم ويسدد بقوة، لكن يقظة الحارس محمد الشناوي أنقذت الموقف. ومع اقتراب الشوط من نهايته، بلغت الإثارة ذروتها حينما احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح محمد صلاح بعد مراجعة تقنية الفيديو، ليترجمها النجم المصري بنجاح داخل الشباك معلنًا الهدف الأول في الدقيقة 45. غير أن الفرحة لم تكتمل، حيث تعرض المنتخب المصري لضربة موجعة بطرد الظهير الأيمن محمد هاني لحصوله على الإنذار الثاني نتيجة اللعب العنيف، ليضطر الفراعنة لإكمال المباراة بعشرة لاعبين.
وعلى صعيد الخيارات الفنية، دخل المنتخب المصري اللقاء بتشكيلة أساسية قادها الشناوي في حراسة المرمى، وأمامه رباعي دفاعي مكون من رامي ربيعة، ياسر إبراهيم، محمد حمدي، ومحمد هاني قبل طرده. وفي خط الوسط تواجد الثلاثي حمدي فتحي، مروان عطية، وأحمد سيد زيزو، بينما قاد الهجوم كل من محمود تريزيجيه، عمر مرموش، ومحمد صلاح. واحتفظ الجهاز الفني بأوراق رابحة على دكة البدلاء، أبرزها مصطفى محمد، إمام عاشور، وأحمد فتوح، تحسبًا لمتغيرات الشوط الثاني.
تاريخيًا، تحمل مواجهات المنتخبين طابعًا خاصًا، حيث تميل الكفة إجمالًا لصالح جنوب أفريقيا التي حققت سبعة انتصارات في مجمل اللقاءات الودية والرسمية مقابل أربعة للفراعنة. وعلى مستوى البطولة القارية، التقى الطرفان في ثلاث مناسبات سابقة، تفوقت مصر في نسختي 1996 و1998، بينما أقصت جنوب أفريقيا الفراعنة من ثمن نهائي نسخة 2019، مما يضفي طابع الثأر على هذا اللقاء.
ويطمح المنتخب المصري، صاحب الرقم القياسي في التتويج بسبعة ألقاب، إلى كسر عقدة الغياب عن منصات التتويج المستمرة منذ عام 2010، وتعويض إخفاقه في نهائيي 2017 و2021، سعيًا لخطف النجمة الثامنة. ويخوض الفراعنة منافسات البطولة ضمن المجموعة الثانية التي تضم أيضًا منتخبي أنجولا وزيمبابوي، حيث استهلوا مشوارهم بفوز شاق على زيمبابوي بهدفين لهدف، وينتظرهم لقاء ختامي في دور المجموعات أمام أنجولا في التاسع والعشرين من الشهر الجاري.
التعليقات