نجح المنتخب المصري في حجز مقعده مبكراً في ثمن نهائي العرس الأفريقي المقام حالياً بالمغرب، وذلك بعد انتزاعه فوزاً شاقاً وثميناً أمام نظيره الجنوب أفريقي. المباراة التي احتضنها ملعب “أدرار” انتهت بتقدم الفراعنة بهدف يتيم، ليرتفع رصيدهم إلى العلامة الكاملة بست نقاط في صدارة المجموعة الثانية، بينما تجمد رصيد “البافانا بافانا” عند ثلاث نقاط، ليتأكد بذلك عبور مصر للدور التالي بغض النظر عن نتيجة المباراة الأخيرة.
اتسمت مجريات الشوط الأول بالحذر التكتيكي المتبادل، حيث انحصر اللعب في أوقات كثيرة بوسط الميدان مع ميل نسبي للفراعنة لتأمين المناطق الخلفية والاعتماد على الهجمات الخاطفة حال امتلاك الكرة. وحاول الثنائي محمد صلاح وعمر مرموش فك شفرة الدفاع الجنوب أفريقي، وكاد صلاح يفتتح التسجيل مبكراً إثر تمريرة متقنة من محمد هاني، لكن الكرة مرت بسلام. وشهدت الدقائق التالية توتراً واحتكاكات بدنية، أسفرت عن بطاقات صفراء وتدخلات قوية، منها تسديدة لمرموش مرت بجوار القائم، ومحاولات خطيرة للمنافس تصدى لها محمد الشناوي ببراعة.
ومع اقتراب الشوط الأول من لفظ أنفاسه الأخيرة، تدخلت تقنية الفيديو لتحسم الجدل باحتساب ركلة جزاء لصالح القائد محمد صلاح، الذي ترجمها بنجاح داخل الشباك في الدقيقة الخامسة والأربعين، معلناً تقدم بلاده. غير أن الفرحة لم تكتمل، إذ انقلبت الموازين بتعرض الظهير الأيمن محمد هاني للطرد إثر حصوله على الإنذار الثاني نتيجة تدخل قوي في الوقت بدل الضائع، ليجبر فريقه على إكمال المواجهة بعشرة لاعبين طوال الشوط الثاني.
فرض النقص العددي على المدير الفني حسام حسن تعديل أوراقه مع انطلاقة النصف الثاني، فدفع بإمام عاشور لتعزيز منطقة المناورات بدلاً من مرموش. وتحمل الدفاع المصري ومن خلفه الحارس المتألق محمد الشناوي عبء الهجمات المتتالية للمنافس الذي حاول استغلال الزيادة العددية لإدراك التعادل بكل قوته. وقد ذاد الشناوي عن مرماه ببسالة، متصدياً لفرص محققة، أبرزها انفراد تام كاد يقلب نتيجة المباراة، في حين اعتمد الفراعنة على المرتدات التي كادت تعزز النتيجة لولا يقظة حارس جنوب أفريقيا.
شهدت الدقائق الأخيرة تغييرات تكتيكية لتأمين النتيجة، بدخول عناصر شابة مثل محمد شحاتة ومهند لاشين لتجديد الدماء في وسط الملعب، حتى أطلق الحكم صافرة النهاية معلناً فوزاً تكتيكياً مهماً. ويأتي هذا الانتصار كخطوة جديدة نحو حلم استعادة اللقب القاري الغائب منذ أكثر من عقد، حيث يسعى الفراعنة -أصحاب الرقم القياسي بسبعة ألقاب- لإضافة النجمة الثامنة إلى سجلهم الذهبي، وتعويض إخفاقات المباريات النهائية في النسخ القريبة الماضية أمام الكاميرون والسنغال.
جدير بالذكر أن هذا اللقاء أضاف فصلاً جديداً لتاريخ مواجهات المنتخبين المليء بالندية، حيث مالت الكفة تاريخياً لجنوب أفريقيا في إجمالي اللقاءات الودية والرسمية، بينما تحمل الذاكرة المصرية تفوقاً في المحطات الحاسمة مثل نهائي 1998. وبهذا الفوز، واصلت مصر تصدرها للمجموعة الثانية التي تضم أيضاً منتخبي أنغولا وزيمبابوي، بعد أن كانت قد استهلت مشوارها بانتصار سابق، لتضرب موعداً في ختام الدور الأول مع المنتخب الأنغولي نهاية الشهر الجاري في مواجهة لتأكيد الصدارة.
التعليقات