تتجه أنظار الجماهير المصرية صوب الملاعب المغربية، حيث يستهل منتخب “الفراعنة” رحلة استعادة الأمجاد القارية بمواجهة نظيره الزيمبابوي، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا لا بديل عنه وهو معانقة اللقب الثامن، لتعزيز رقمه القياسي وتزيين القميص الوطني بنجمة جديدة طال انتظارها. ويدخل المنتخب هذه المعترك الأفريقي لعام 2025 متسلحًا بمزيج فريد يجمع بين حيوية الشباب وحكمة النجوم المخضرمين، تحت قيادة فنية للعميد حسام حسن، الذي يسعى لنقل روحه القتالية المعهودة إلى اللاعبين، وفرض حالة من الانضباط التكتيكي داخل المستطيل الأخضر، أملًا في محو آثار الإخفاقات الأخيرة وتقديم أداء يليق بمكانة مصر كزعمية للقارة السمراء.
وبالنظر إلى السجل التاريخي، يقف المنتخب المصري منفردًا على قمة الهرم الكروي في أفريقيا برصيد سبعة ألقاب، بدأت حكايتها منذ انطلاق البطولة في أواخر الخمسينيات، مرورًا بمحطات التتويج في الثمانينيات والتسعينيات. إلا أن الحقبة الأكثر إشراقًا تظل تلك التي سطرها الجيل الذهبي بقيادة المعلم حسن شحاتة، حينما أحكم الفراعنة قبضتهم على القارة لثلاث دورات متتالية بين عامي 2006 و2010، وهو إنجاز أسطوري لم يتمكن أي منتخب آخر من معادلته حتى الآن، مرسخًا بذلك عقيدة الفوز والروح العالية التي ميزت الكرة المصرية لعقود.
وفي سياق المنافسة الحالية، تستضيف المملكة المغربية هذا الحدث الكروي الكبير للمرة الثانية في تاريخها بعد نسخة عام 1988، وتأتي هذه النسخة بعد فوز منتخب كوت ديفوار باللقب الأخير على أرضه. ومن المقرر أن تنطلق صافرة البداية لمشوار الفراعنة أمام زيمبابوي في تمام الساعة العاشرة من مساء اليوم الإثنين، حيث يقع المنتخب المصري ضمن منافسات المجموعة الثانية الحديدية التي تضم إلى جانبه منتخبات أنجولا وجنوب أفريقيا، في اختبار حقيقي لقدرات الفريق منذ اللحظات الأولى، وتحديدًا في الثاني والعشرين من ديسمبر.
وعلى صعيد القائمة المختارة لخوض غمار البطولة، حشد الجهاز الفني ترسانة من النجوم في كافة الخطوط؛ ففي حراسة العرين يتواجد محمد الشناوي رفقة أحمد الشناوي ومصطفى شوبير ومحمد صبحي. أما الخط الخلفي فيشهد تواجد أسماء بارزة مثل محمد هاني، وأحمد عيد، ورامي ربيعة، وخالد صبحي، مدعومين بياسر إبراهيم، ومحمد إسماعيل، وحسام عبد المجيد، بالإضافة إلى الثنائي محمد حمدي وأحمد فتوح.
وفي منطقة العمليات والمناورات الهجومية، يعتمد المنتخب على كتيبة من الموهوبين تضم مروان عطية، وحمدي فتحي، ومهند لاشين، ومحمود صابر، ومحمد شحاتة، إلى جانب إمام عاشور. وتزداد القوة الضاربة بوجود أجنحة وصناع لعب من طراز رفيع مثل أحمد سيد “زيزو”، ومحمود حسن “تريزيجيه”، وإبراهيم عادل، ومصطفى فتحي، بقيادة النجمين العالميين محمد صلاح وعمر مرموش. بينما يتولى مهمة هز الشباك في خط الهجوم كل من مصطفى محمد، وصلاح محسن، وأسامة فيصل، ليكتمل بذلك قوام الفريق الساعي لكتابة تاريخ جديد.
التعليقات