سيطر التعادل السلبي على مجريات المواجهة التي تجمع المنتخب المصري ونظيره الأنجولي بعد مرور ساعة كاملة من اللعب، وذلك على أرضية ملعب “أدرار” بمدينة أغادير المغربية، ضمن فعاليات الجولة الختامية لمرحلة المجموعات في نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2025 التي تحتضنها المملكة المغربية حتى منتصف يناير 2026.

وشهد الشوط الأول محاولات متبادلة لكسر حالة الصمت التهديفي، حيث ظهرت الخطورة الأنجولية مبكراً وتحديداً في الدقائق العشر الأولى عبر هجمة منظمة انتهت بتصويب اعتلى العارضة، ورد الفراعنة بمحاولات هوائية عبر الركلات الركنية والكرات الثابتة التي نفذها محمود صابر وأحمد فتوح، لكن رأسية حسام عبد المجيد ومحاولات الزملاء لم تعرف طريقها إلى الشباك، وقبيل إسدال الستار على النصف الأول من المباراة، كاد المنتخب الأنجولي أن يباغت مرمى مصطفى شوبير بكرة خطيرة مرت بمحاذاة القائم، قبل أن يتدخل الحارس المصري ببراعة للذود عن مرماه في اللحظات الأخيرة.

ومع انطلاقة النصف الثاني، سعى الجهاز الفني للمنتخب المصري بقيادة حسام حسن إلى ضخ دماء جديدة وتنشيط الصفوف عبر إجراء ثلاثة تغييرات دفعة واحدة شملت الدفع بأوراق هجومية ودفاعية لتغيير النتيجة، إلا أن الخطورة ظلت حاضرة من الجانب الأنجولي الذي هدد المرمى المصري مجدداً بتسديدة قوية ثم ركلة حرة مباشرة تصدى لها القائم الأيسر وحرم المنافس من هدف محقق، ورغم هذه الأحداث، يدخل المنتخب المصري اللقاء وهو في وضعية مريحة بتصدره للمجموعة الثانية وضمانه مقعداً في ثمن النهائي برصيد ست نقاط، في حين يعاني المنتخب الأنجولي في ذيل الترتيب بنقطة يتيمة حصدها من تعادله السابق مع زيمبابوي.

وقد اعتمد المنتخب المصري في بداية هذا اللقاء على تشكيلة جمعت بين العناصر الشابة والخبرة، حيث تولى مصطفى شوبير حماية العرين، ومن أمامه رباعي دفاعي ضم أحمد فتوح وحسام عبد المجيد، بينما قاد خط الوسط مهند لاشين ومحمود صابر، وتواجد في المقدمة الثنائي مصطفى محمد وصلاح محسن، مع الاحتفاظ بأسماء رنانة على مقاعد البدلاء مثل محمد صلاح وعمر مرموش وتريزيجيه للاستعانة بهم عند الحاجة، في المقابل يسعى المنتخب لتكرار تفوقه التاريخي على “الغزلان السوداء”، حيث سبق للفراعنة الفوز في المواجهتين السابقتين بالبطولة القارية بنتيجة واحدة وهي هدفين لهدف في نسختي 1996 و2008.

ويحمل المنتخب المصري على عاتقه إرثاً كبيراً في هذه البطولة، كونه صاحب الرقم القياسي في التتويج باللقب القاري بسبع نجمات، متفوقاً على كافة منتخبات القارة السمراء، بالإضافة إلى كونه الأكثر مشاركة في تاريخ النهائيات، كما تزخر سجلات الفراعنة بأرقام فردية مميزة، أبرزها تصدر الثنائي أحمد حسن وعصام الحضري لقائمة الأكثر تتويجاً بالبطولة كلاعبين، واحتفاظ المعلم حسن شحاتة بلقب المدرب الأكثر ظفراً بالكأس الإفريقية بثلاثة ألقاب متتالية، وهو التاريخ العريق الذي يسعى الجيل الحالي للحفاظ عليه وتعزيزه في النسخة المغربية.